وصفت ساكنة بقيادة تزارين، بإقليم زاكورة، الوضع الصحي بالمنطقة ب"المتردي"، مشيرة إلى أن المركز الصحي الوحيد الذي تقصده ساكنة ست جماعات ترابية بحوض المعيدر لا يستجيب لطموحات وانتظارات أزيد من 60 ألف مواطن. وقال عدد من الجمعويين، في تصريحات متطابقة لهسبريس، إن القطاع الصحي بالمنطقة يحتضر؛ وذلك نتيجة "عدم التحاق الطبيبة الرئيسية وبعض الممرضين بعملهم إلا في حدود الساعة العاشرة والنصف يوميا، وكذا غياب التجهيزات الطبية الضرورية"، وفق قولهم. جريدة هسبريس الإلكترونية التحقت بالمركز الصحي المذكور صباح الإثنين، فألفت البناية الصحية شبه مهجورة من الأطر التمريضية والطبيبة الرئيسية، باستثناء ممرضة واحدة تعمل في وحدة صحة الأم والطفل كانت بمكتبها. ووصف لحسن البغدادي، فاعل جمعوي بتزارين، الوضع الصحي ب"الكارثي"، مشيرا إلى أن المجتمع المدني سبق أن وجه عدة شكايات إلى المندوبية الإقليمية للصحة قصد التدخل لحماية أرواح المواطنين، وإلى أن الطبيبة الرئيسية العاملة بالمركز الصحي لتزارين تلتحق بعملها يوميا على الساعة العاشرة والنصف صباحا. وطالب الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، المندوبية الإقليمية للصحة بزاكورة بالتدخل من أجل وضع حد للخروقات القانونية التي يعرفها القطاع الصحي بتزارين، مشيرا إلى تسجيل خصاص في التجهيزات الطبية، خصوصا المتعلقة بفحص الحوامل، بالإضافة إلى قلة الموارد البشرية. من جهته، قال حساين رابح، وهو من ساكنة جماعة تزارين، إن الوضع الصحي أصبح لا يبشر بخير، مشيرا إلى أن المرضى الذين يلتحقون بالمركز الصحي يعانون الأمرين نتيجة التحاق الطبيبة كل يوم في وقت متأخر، ملتمسا تعيين طبيب جديد وممرضين إضافيين لتقديم علاجات في المستوى المطلوب. وعلاقة بالموضوع ذاته، سبق للمجلس الجماعي لتزارين أن أدرج في دورته العادية لشهر فبراير الجاري نقطة في جدول الأعمال من أجل دراسة مشكل قطاع الصحة بالجماعة، حيث وصف أعضاء المجلس الوضع الصحي ب"الكارثي"؛ كما تم تسجيل ملاحظات بخصوص خدمات المركز الصحي، وكذا معاملة "لا مهنية" للأطر الطبية تجاه عناصر الوقاية المدنية. ولفت أعضاء المجلس الجماعي في دورتهم العادية إلى أن طبيبة المركز لا تستجيب لنداءات الإغاثة إلا بعد تدخل قائد القيادة، كما استنكروا "عدم تدخل المندوبية لإصلاح سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة وأخرى تابعة لدار الأمومة". وطالب المجلس الجماعي بضرورة إحداث مستشفى محلي بمنطقة تزارين قادر على استقبال العدد الكبير من المرضى المتوافدين على المراكز الصحية الحالية، وإحداث مصلحة للمستعجلات كحل مؤقت، تعمل في أوقات الليل من أجل تسهيل عملية الحصول على خدمات طبية ذات جودة. وخلال الزيارة التي قامت بها هسبريس صباح اليوم الإثنين، اتصل أحد الموظفين التابعين لوزارة الصحة بالطبيبة، التي حلت حوالي الساعة العاشرة والنصف، فوقع خلاف بينها وبين المواطنين الذين كانوا ينتظرونها، قبل أن يتدخل قائد قيادة تزارين مرة أخرى لتهدئة الأوضاع وإعادة الأمور إلى نصابها. محمد الغفيري، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بزاكورة، قال في تصريح مقتضب لهسبريس إنه لا يعلم إن كانت الطبيبة لا تلتحق بعملها إلا في الساعة العاشرة والصنف يوميا، مشيرا إلى أنه سيقوم بزيارة المركز الصحي من أجل تقصي الحقيقة.