نظمت جمعية "تافيلالت"، بشراكة مع جماعات حوض المعيدر بإقليم زاكورة، الجمعة، قافلة طبية متعددة الاختصاصات لفائدة ساكنة الجماعات ذاتها، ستمتد إلى غاية ال17 من الشهر الجاري. القافلة الطبية وزعت الأطر الطبية، البالغ عددها 45 إطارا، بالإضافة إلى 20 من الممرضين والأعوان الطبيين المنتمين إلى منظمة الهلال الأحمر المغربي، على المراكز الصحية بجماعات آيت ولال، النقوب، تزارين، آيت بوداود وتغبالت. وحسب المنظمين، فإن الأطر الطبية المشاركة في هذه القافلة تمثل عشرة اختصاصات، هي: طب العيون والجلد والولادة والأنف والأذن والحنجرة وطب الأطفال وأمراض السكري وأمراض القلب والروماتيزم والمسالك البولية والأمراض العصبية والنفسية. ورغم أن هذه القافلة الطبية قدمت خدماتها بشكل عادي بالنقوب وآيت ولال وآيت بوداود وتغبالت، فإن سوء التنظيم أربك عمل القافلة بمركز جماعة تزارين، مما خلف حالة من الغضب في صفوف العشرات من المواطنين، خصوصا المصابين بالسكري، فيما انسحب العديد منهم. وقال عبد الحكيم موجان، أحد سكان تزارين، إن منظمي هذه القافلة أخبروا في وقت سابق الساكنة أن القافلة ستضم أطباء وأدوية وتجهيزات طبية متطورة، مشيرا إلى أن الأطر الطبية، التي أشرفت على استقبال المرضى، لا تتوفر إلا على تجهيزات بسيطة مثل قياس السكري والضغط الدموي. وأوضح موجان، في تصريح لهسبريس، أن ساكنة جماعة تزارين كانت تنتظر قافلة طبية بتجهيزات متطورة، لكنها اكتشفت أن ما تم الفحص به أقل بكثير من ذلك الموجود بالمركز الصحي لتزارين، وفق تعبيره. فيما قال عمر أوحماد: "أول مرة فحياتي كناخد دوا بدون أن يفحصني الطبيب"، مشيرا إلى أنه دخل قاعة الفحص وتم استقباله من طرف طبيبة سألته سؤالا واحدا، وبعده كتبت له وصفة دواء. وأضاف أن ذلك يمكن أن يشكل خطرا على حياة الساكنة. من جهته، قال محمد فريكس، رئيس جماعة تزارين، إن الجماعة هددت صباح اليوم بالانسحاب من التنظيم، مشيرا إلى أن المشرفين على القافلة قاموا بتوزيع التجهيزات الطبية على الجماعات الأخرى، فيما أرسلوا الأطباء بدون تجهيزات إلى تزارين. وأكد المسؤول الجماعي، في اتصال بهسبريس، أن الجماعة ستنسحب من التنظيم في حالة عدم إحضار جميع الأطباء الذين من المفروض أن يقدموا خدماتهم بتزارين، مشيرا إلى أن ما تم تقديمه، صباح اليوم، يمكن وصفه بالمهزلة والضحك على الذقون. وفي الوقت الذين ظل هاتف رئيس جمعية "تافيلالت" يرن دون مجيب من أجل الإدلاء برأيه بخصوص المشاكل التنظيمية وأسباب انسحاب عدد من المواطنين، حمّل أحد الأطباء المشاركين في القافلة ذاتها مسؤولية الارتباك في التنظيم إلى أبناء المنطقة، مشيرا إلى أن أبناء المنطقة هم من نظموا وهم من يعرفون المنطقة وأبناءها. وأكد المتحدث ذاته أن القافلة مرت في أجواء عادية، وأنه سيتم إحضار تخصصات أخرى من أجل مواصلة عمل القافلة الإنسانية، ملتمسا من الساكنة التعاون مع أطر القافلة لأداء المهمة في ظروف جيدة.