مجهودات حثيثة تقوم بها وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، من أجل النهوض بدور الصناعة التقليدية داخل المنظومة الاقتصادية والنسيج المجتمعي المغربي، حيث أسهمت في جعل التراث التقليدي أحد ركائز الدبلوماسية الثقافية المغربية الفاعلة في تطوير العلاقات الدولية. وتحتضن مدينة مراكش، خلال الفترة الممتدة ما بين 9 و17 فبراير، الدورة الخامسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، تحت رعاية الملك محمد السادس، بحيث ستكون مختلف جهات المملكة ممثلة داخل المعرض الوطني، الذي سيقام على مساحة تفوق 35 ألف متر مربع؛ وذلك بحضور 1200 عارض سوف يستفيدون من ورشات تكوينية متعددة. محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، قال إن "الأسبوع الوطني عبارة عن محطة مميزة ذات قيمة نوعية، إذ ستكون جميع مكونات وحرف الصناعة التقليدية حاضرة داخل المعرض، لأول مرة، فعوض تنظيم تظاهرات جهوية في اثني عشر جهة، اخترنا تنظيم معرض موحد يجمع الصناع التقليديين في جميع جهات المملكة". ساجد، الذي كان يتحدث في ندوة عقدت بمدينة الدارالبيضاء، أضاف بأن "200 صانع تقليدي يمثلون كل جهة، بمعنى أن المجموع كاملا يقارب 1200 عارض لمدة عشرة أيام. وهي مناسبة أساسية لإبراز دور الصناعة التقليدية في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، لأن أغلب الناس غير واعين بهذا التراث الذي حافظت عليه أجيال بعد أجيال". وأوضح المسؤول الحكومي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "قطاع الصناعة التقليدية بات يشغل نحو 2.3 مليون نسمة، ما يدل على أنه يحتضن فئة نشيطة داخل المجتمع، فضلا عن تنامي الصادرات التي حققت ارتفاع مهما وصل إلى 30 في المائة، مقارنة مع سنة 2018. كل هذه المؤشرات الديناميكية تبرز أن القطاع بغض النظر عن إنتاجيته، لا شك أنه جزء من تراثنا اللامادي وقيمنا التي نعتز بها". وشدد ساجد على أن "الصناعة التقليدية تضطلع بأدوار استراتيجية في سبيل تحسين صورة المغرب على الصعيد الدولي، عبر العمل على صون مكتسباتنا التراثية. كما أنها مناسبة لتشجيع الصنّاع من أجل الاستمرار في نقل هذه الحرف من جيل لآخر بواسطة المؤسسات التكوينية، ما جعل الوزارة تركز على جوانب الإنتاج والتكوين والتسويق"، مشيرا إلى كون "قطاع الصناعة التقليدية يساهم ب 7 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي، أي ما يناهز 80 مليار درهم". من جهته، قال عبد الله العدناني، المدير العام لدار الصانع، إن "قطاع الصناعة التقليدية يحظى بأهمية كبرى داخل النسيج الاقتصادي للمملكة، لاسيما أن النسخة الحالية تحظى برعاية الملك محمد السادس، وهو شرف كبير لكل صانع وصانعة تقليدية، ما يدل على العناية الملكية المتميزة للقطاع بصفة عامة". وعرّج العدناني، في تصريح لهسبريس، على مختلف الدورات السابقة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، مردفا بأن "النسخة الأولى للمعرض جرى تنظيمها سنة 2011، بينما نظمت الثانية سنة 2015، متبوعة بنسخة ثالثة في 2016، تليها نسخة 2018، وصولا إلى النسخة الخامسة التي سوف تحتضنها مدينة مراكش، تحديدا باب جديد". وأكد المتحدث أن "النسخة الحالية للمعرض جاءت فكرتها من بعض المعارض المشابهة في دول عديدة؛ من بينها المعرض التجاري بمدينة جاكرتا بإندونيسيا والسوق الإيفواري للصناعة التقليدية ومعرض باريس وغيرها"، لافتا الانتباه إلى أن المعرض "ستتخلله بعض الأنشطة الموازية، في مقدمتها الدورات التكوينية التي ستكون كل صباح، ليتم افتتاح المعرض في الثانية عشر زوالا إلى حدود العاشرة ليلا، بهدف المزاوجة بين التكوين وعرض المنتجات التقليدية للصناع". "المعرض يتضمن أيضا فضاء لتعليم الأطفال حرف الصناعة التقليدية، ثم عرض الأزياء والاحتفاء بموسيقى كل جهة، وذلك بحضور الصناع الفرديين والمقاولات الصغرى والمتوسطة والتعاونيات، فضلا عن وجود كرنفال شعبي سيقام في يومين مختلفين، دون إغفال الرحلات المجانية للزوار، من خلال تخصيص ست حافلات تقل الزوار إلى المعرض ذهابا وإيابا، ثم إدخال المعرض ضمن برنامج الزيارة المخصص للسياح من قبل المرشدين السياحيين، وكذلك سيكون هنالك سحب يومي يتضمن ست جوائز عبارة عن منتجات تقليدية"، يوضح العدناني.