مازالت ساكنة إقليمخريبكة قلقة من تغيّر طعم ورائحة الماء الشروب، رغم طمأنة المسؤولين في المنطقة بكونه ذا جودة عالية، ويستوفي المعايير الدولية، إذ تناقلت مختلف مواقع التواصل الاجتماعي استياء عشرات المواطنين من رداءة المياه، "ما أجبر العائلات على اقتناء المياه المعبأة أو التزود بمياه الآبار"، وفق الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك بإقليمخريبكة. ووجهت الجمعية ذاتها مراسلة رسمية إلى العديد من الجهات الرسمية، على رأسها عمالة الإقليم وباشوية المدينة والمجلس الجماعي والمندوبية الإقليمية للصحة والمديرية الجهوية للمكتب الوطني للماء والكهرباء، في موضوع "رداءة وجودة الماء الشروب بالمدينة"، ملتمسة "التدخل في النازلة تفاديا للأخطار المحتملة التي قد تنتج عن استهلاك هذه المادة الحيوية". وأوضحت الجمعية عينها، في بيان توصلت هسبريس بنسخة منه، أن "الجهات الوصية من المفروض أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بمراقبة النقط المخصصة لتوزيع الماء بالمدينة"، داعية إياها إلى كشف أسباب تغير جودة الماء الشروب. بوشتى صلوحي، رئيس الجمعية المغربية لحماية وتوجيه المستهلك بإقليمخريبكة، قال: "تغير طعم ورائحة الماء الشروب ليس وليدة اللحظة، وإنما يعود إلى نحو شهرين تقريبا، ما دفع الأسر إلى اقتناء المياه المعبأة أو التزود بمياه الآبار من المساجد والحمامات من أجل تلبية احتياجاتها، لنشرع في مراسلة كل الجهات التي تتحمل المسؤولية، بعدما توصلنا بشكايات المواطنين، بدءا من العمالة والباشوية والمجلس الجماعي وغيرها". وأضاف صلوحي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الجمعية لم تتوصل بأي رد رسمي من قبل الجهات التي راسلتها منذ نحو أسبوع"، مردفا: "نريد معرفة المشكل الذي تسبب في تغير طعم المياه، حتى نخرج ببلاغ توضيحي عن التفسيرات التي من المفروض التوصل بها، لأننا مطالبون بتفسير الموضوع للمواطنين الذين توصلنا بشكاياتهم الكثيرة"، وزاد مستدركا: "لكنني عموما لاحظت أن الطعم بدأ يتغير قليلا منذ ليلة أمس الأحد". وأردف الفاعل المدني بالمنطقة بأن "الجمعية، للأسف، لم تُستدع إلى الأيام المفتوحة التي نظمها المكتب الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب- قطاع الماء، رغم أنها كانت السبّاقة لطرح الموضوع، منذ ظهور بوادره الأولى، في حين أن العديد من الجمعيات التي حضرت اللقاء لم تتطرق إلى الموضوع طيلة شهرين متواليين". في المقابل، أكد بوبكر الحسين، المدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب قطاع الماء بالمنطقة الوسطى، أن "الماء الصالح للشرب بالإقليم ذو جودة عالية ومطابق للمعايير الدولية المعتمدة من لدن المنظمة العالمية للصحة". وأبرز المسؤول ذاته، ضمن الأيام المفتوحة التي نظمتها المديرية الجهوية، أن "هذه الأخيرة تتوفر على مختبر جهوي لمراقبة جودة المياه في جميع مراحل الدورة المائية، من المصدر إلى الصنبور، مرورا بمحطات المعالجة"، مشددا على أن "التغيّر الذي طال المياه الموزعة على ساكنة إقليمخريبكة عاد، نظرا للارتفاع العادي والمنطقي للأملاح المعدنية بالمياه السطحية"، وفق ما نقلته وكالة المغرب العربي للأنباء.