أوضحت الجماعة الحضرية لتطوان، أن مياه المدينة لم تتعرض لأي تلوث، مؤكدة مطابقة الخصائص البيولوجية للمياه لمعايير الجودة. وكشفت الجماعة في بيانها الثاني عن الموضوع، أن التحليلات التي قام بها المختبر الجماعي بالمدينة، أثبتت أن الخصائص الفيزيوكيميائية والبيولوجية للمياه عادية جدا، لافتة إلى أن وجود الكلور في جميع العينات المأخوذة يدل على خضوع المياه لمعالجة مسبقة. وعن سبب تغير طعم ورائحة المياه، أفاد مصدر محلي متخصص في المجال لجريدة "العمق المغربي"، أن التساقطات المطرية القوية تسببت في انجرافات الأتربة وجر الأشجار في اتجاه الأودية التي تصب في حقينة سد النخلة، ما أدى إلى تسرب الأتربة وبعض النباتات إلى مجاري المياه الشروب، وهو ما غير من طعمها ورائحتها. وأضاف المصدر ذاته، أن هذه الظاهرة التي تعرف باسم " phénomène similaire à entrophisation"، لا تشكل أي خطر على جودة المياه، باستثناء طعمها ورائحتها. يأتي هذا بعد تغيير التزود بالماء الصالح للشرب بمدينة تطوان من سد "الروز" إلى سد "النخلة" في الأيام الماضية، وذلك عقب ارتفاع منسوب المياه في السد الأخير بعد توقيف التزود منه منذ فصل الصيف إثر انخفاض مستوى مياهه. إلى ذلك، عبر عدد من سكان المدينة، عن غضبهم من تغير طعم المياه، عن الإجراءات أو الاحتياطات اللازم اتخاذها من طرفهم لمعالجة الأمر، في حين استبدل آخرون مياه الصنابير بمياه القنينات المعدنية ومياه العيون الطبيعية. وعاينت "جريدة العمق المغربي"، إقبالا كبيرا من مجموعة من السكان، على منابع المياه الطبيعية في المدينة وضواحيها، فيما أقبل آخرون على شراء المياه المعدنية المعبئة من المحلات التجارية بشكل كبير. وأوضح بعض ممن أخذت "العمق المغربي" آراءهم حول الموضوع، أنهم غير مطمئنين من صحة مياه الشرب رغم تأكيد الجماعة وشركة "أمانديس" من عدم وجود خطر، لذلك يلجؤون إلى التزود من "العيون" وشراء قنينات المياه المعدنية. وكان مجموعة من المواطنين قد قدموا شكايات إلى جماعة تطوان وشركة أمانديس، حول تغير طعم ورائحة الماء الصالح للشرب بالمدينة في الأيام الأخيرة. وأوضحت الجماعة الحضرية لتطوان، في بلاغها الأول، أول أمس الإثنين، أنها راسلت شركة "أمانديس" المكلفة بتدبير هذا القطاع، لاستفسارها عن سبب التغييرات التي طرأت على المياه، مشيرة إلى أن الشركة المعنية أوضحت أن المياه الموزعة من طرفها "لا تشكل أي ضرر على صحة المستهلكين". وأرجعت "أمانديس" سبب ما يحدث، إلى تغيير مصدر تزويد الشبكة بالماء الصالح للشرب من طرف المكتب الوطني للماء والكهرباء، مشيرة إلى أن المياه الموزعة من طرف الشركة "مطابقة لجميع المعايير المعمول بها في هذا المجال".