عرفت تجارة مياه المنابع في الاشهر الثلاثة الاخيرة نشاطا ملحوظا بمدينة تطوان، أي مباشرة بعد بروز الجدل حول صلاحية الماء الموزع من طرف شركة أمانديس، وانتشار الاعتقاد بتلوث هذه المياه بين السكان بعد ملاحظتهم لتغير طعمه ولونه. وكان الجدل حول صلاحية مياه الصنابير الموزع من طرف الشركة الفرنسية أمانديس قد استفحل في مارس الماضي، بعدما صار لون الماء وطعمه متغيرين بشكل واضح، حينها بوقت قصير بدأت مياه المنابع المعبئة في القنينات من منابع "بوعنان" بضواحي تطوان تغزو المدينة. ورغم أن السلطات المحلية بعد أسابيع قليلة من انتشار الاعتقاد بتلوث المياه الموزع، خرجت ببلاغات تؤكد صلاحية الماء أكثر من مرة، إلا أن ذلك لم يغير من اعتقاد نسبة هامة من الساكنة شيئا، حيث استمر الاقبال على مياه المنابع إلى حدود كتابة هذه الاسطر. يقول عبد الرحمن أحد باعة مياه المنابع وسط مدينة تطوان لطنجة 24 أن "الاقبال على مياه المنابع جيد من طرف السكان، فالعشرات يشترون قنينات المياه المعبئة من منابع بوعنان كل يوم" ثم أضاف مدافعا عن مياهه " هذه المياه طبيعية أفضل من مياه الصنابير الملوثة". محمد أحد زبائن عبد الرحمن يصير في حديثه لطنجة 24 أن مياه أمانديس ملوثة ويتجنب شرب مياه الصنابير منذ مدة طويلة، ورد على سؤال الجريدة بخصوص خروج رئيس الجماعة الحضرية ببلاغ يؤكد فيه صلاحية الماء الموزع " لا أصدق السياسيين، فالماء غير صالح للشرب وذلك واضح من طعمه المتغير". لكن رغم اصرار عبد الرحمن ومحمد على تلوث مياه الصنابير، إلا أن عدد مهم من السكان بدأوا يعودون لشرب مياه أمانديس بعد الخرجات المتكررة للسلطات المحلية ببلاغات وتأكيدات على صلاحيته، وهذا يمكن حدسه من خلال تراجع حدة الجدل حول صلاحية الماء الموزع بالمدينة. أما بخصوص الاقبال على مياه المنابع، فإنه لم يتأثر كثيرا ولا زال الاقبال مستمرا، حيث يشير عبد الرحمن إلى أن من أسباب اقبال الساكنة على مياه المنابع، هو ثمنه البخس، حيث يبلغ ثمن اللتر الواحد درهم فقط، ونظرا أيضا لتعود عدد من السكان شرب هذه المياه لأكثر من شهرين. كما أن عبد الرحمن وعدد من الباعة الاخرين بالمدينة لا يخشون من تراجع الطلب على مياه المنابع في الوقت القريب، حيث أن شهر رمضان على الابواب، وهو الشهر الذي يعرف اقبالا مكثفا من طرف سكان المدينة على مياه المنابع الطبيعية.