حالة عجيبة تلك التي تسري بين سكان تطوان منذ أسابيع تتعلق بمياه شركة أمانديس، بسبب تضارب الدلائل حول صلاحية وجودة الماء بالمدينة، فهم حيارى بين فريق يقول بأن الماء صالح للشرب ويقدم الدلائل، وفريق اخر يقول بأن الماء غير صالح للشرب ولديه دلائله. هذه الحالة بدأت في شهر مارس الماضي، عندما انبته السكان إلى تغير رائحة وطعم الماء الذي يصل إلى صنابيرهم، ولما اشتد انتقاد السكان لهذا الأمر، خرج المسؤولون وعلى رأسهم رئيس الجماعة محمد ادعمار يطمئن بأن الماء صالح للشرب، ثم أنست الايام هذه المسألة مؤقتا. مؤخرا خرجت جمعية المحامين الشباب ببلاغ صادم، يقول بأن سكان تطوان يشربون ماء غير صالح للشرب، وقدمت دليلا ملموسا، يتعلق بنتائج تحليل مختبر اسباني أجريت على عينة من ماء تطوان أرسلتها الجمعية إلى ذلك المختبر في اسبانيا، فكانت النتائج سلبية وتشير إلى أن الماء ملوث ولا يصلح للشرب. بعد هذا البلاغ الصادم الذي أعاد قضية الماء في تطوان إلى الواجهة، خرجت اللجنة الاقليمية المكونة من رئيس قطاع الانتاج للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، ومدير شركة أمانديس، والمندوب الاقليمي لوزارة الصحة، ورئيس الجماعة الحضرية بتطوان، ببلاغ ينفي وينتقد ادعاءات بلاغ جمعية المحامين الشباب. وحسب بلاغ اللجنة الاقليمية فإنها أكدت أن الماء يستوفي جميع معايير السلامة الصحية الجاري بها العمل على الصعيد الوطني، مشيرة إلى أن الماء يخضع لمراقبة مخبرية على مدار الساعة بمختبرات المكتب الوطني عند الانتاج، ومختبر أمانديس عند التوزيع. وأضاف ذات البلاغ الاخير، أن مصالح وزارة الصحة تقوم بمراقبة شاملة للمنشآت المائية بالمدينة، منتقدة في الوقت ذاته نتائج التحاليل التي قدمتها جمعية المحامين الشباب بتطوان، مدعية أن تلك العينات المائية التي تم ارسالها إلى اسبانيا تبقى مجهولة في مصدرها وظروف ارسالها. وبين هذا البلاغ وذاك، تستمر تلك الحالة العجيبة لدى سكان تطوان، الذين لا يعرفون من يصدقون، وبالتالي فهم لا يعرفون هل يشربون ماء صالحا للشرب أم ماء غير صالح للشرب.