لم تجد تطمينات مسؤولي تطوان لساكنة المدينة، حول سلامة الماء الشروب، من اي تلوث يفسد صلاحيته للاستهلاك، صداها لدى الكثيرين، الذين ما زالوا يصرون على أن الماء المنبعث من الحنفيات المنزلية غير طبيعي، حيث تمسك بعضهم بتضرره من هذا الوضع إلى درجة إثارة الملف على المستوى القضائي. وقرر أحد المواطنين، وهو فاعل جمعوي ينشط بمدينة "الحمامة البيضاء"، وضع شكاية لدى المحكمة الابتدائية بالمدينة ضد شركة أمانديس المكلفة بتوزيع ماء الشرب والجماعة الحضرية، بدعوى تضرره صحيا نتيجة لشربه "الماء الملوث" الذي توزعه أمانديس. ووفق شكاية الفاعل الجمعوي "أسامة العمراني"، فإن التحاليل الطبية التي قام بها مؤخرا كشفت تضرره صحيا بمضاعفات في الكلي نتيجة استهلاكه مياه ملوثة، في اتهام صريح للشركة الفرنسية أمانديس. وإضافة إلى الضرر الصحي، أضاف الفاعل في شكايته، أن استبداله للماء المنزلي الموزع من أمانديس باقتناء المياه المعدنية كل يوم زاد من معاناته المادية، وهي معاناة غير محدودة في الزمن، مع استمرار تلوث المياه. وطالب ذات الفاعل في شكايته حضور شركة أمانديس والجماعة الحضرية، إضافة إلى جمعية المحامين الشباب التي كشفت مؤخرا في بلاغ لها أن مياه تطوان "ملوثة" حسب تحليل مختبر اسباني أرسلت له الجمعية عينة من الماء المستهلك بالمدينة. ويسعى العمراني إلى توصله بتوضحيات من شركة أمانديس والجماعة الحضرية بخصوص جودة المياه، وحصوله على تعويضات مالية على الضرر الذي تسببت فيه المياه الملوثة حسب الشكاية دائما. وتأتي هذه الشكاية الموضوعة ضد أمانديس والجماعة الحضرية بعد أيام قليلة فقط من خروج أمانديس، والجماعة الحضرية، والمكتب الوطني للماء والكهرباء، والمندوبية الاقليمية لوزارة الصحة، ببلاغ مشترك ينفي ما كشفت عنه جمعية الشباب المحامين مؤكدة أن المياه الموزعة صالحة للشرب وغير ملوثة.