– متابعة: ما زالت ظاهرة تغير طعم الماء الصالح للشرب، يؤرق سكان مدينة طنجة ونواحيها، بالرغم من مرور أزيد من سنة على إثارة هذا الموضوع من طرف فعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المحلية، دون أن تقدم الجهات المسؤولية أي تفسير شاف للمواطنين. ومنذ أواسط غشت 2014، أخذ طعم المياه الشروب المنساب من الحنفيات المنزلية في مختلف مناطق طنجة ونواحيها، مذاقا وصفه العديد من المواطنين بأنه "غير طبيعي"، مبرزين أنهم لاحظوا أن الماء صار ذا مذاق غريب يشبه مذاق الفطريات. وكانت شركة "أمانديس" المكلفة بتدبير قطاع الماء والكهرباء، قد قدمت تفسيرا بشان تغير طعم الماء بأنه راجع إلى ظاهرة طبيعية تحدث أساساً في الفترة الصيفية وتتعلق بانخفاض نسبة المياه في حقينة السدود، كما هو الحال بالنسبة لسد 9 أبريل تحديداً"، نافيا أن يكون لذاك أي تأثير سلبي على جودة المياه أو أي إخلال بعنصر من عناصر الجودة المعمول بها وطنياً ودولياً. وفي نفس الإطار ذهب المكتب الوطني للماء والكهرباء، إلى أن الامر غالبا ما ينتج عن تأثر مياه حقينة السدود بظاهرة التخاصب بسبب تكاثر مواد التغذية كالفسفور والآزوت. ويتجلى ذلك في نمو الطحالب بالطبقات السطحية في فصلي الصيف والخريف، مما يؤدي إلى ظهور طعم ورائحة في المياه المنتجة والتي ليس لها أي تأثير على صحة الإنسان. وأكد المكتب، انه "لمواجهة هذا المشكل وفي إطار تحسين جودة المياه الخام المعبأة من السدود لإنتاج الماء الشروب، يقوم المكتب بعدة عمليات من بينها وضع سمك الشبوط الصيني المفضض الذي يتغذى على الطحالب المسؤولة عن ظهور الطعم والرائحة". وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه العملية تمت في ظروف جد حسنة، بتنسيق مع الجهات المختصة خصوصا المركز الوطني للهدرو-بيولوجيا وتربية الأسماك، والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر و وكالات الأحواض المائية المعنية بالأمر. و يؤمن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بصفته مسؤولا عن برمجة التزويد بالماء الشروب على الصعيد الوطني والمنتج الرئيسي للماء الشروب، أكثر من 65 في المائة من المياه المنتجة انطلاقا من المياه السطحية والتي أغلبها من حقينة السدود.