رغم اللقاءات التي نظمتها المديرية الجهوية للكهرباء والماء الصالح للشرب-قطاع الماء-بالمنطقة الوسطى من أجل التأكيد على سلامة وجودة الماء الصالح للشرب الموزع بإقليمخريبكة، فإن النقاش ما يزال مفتوحا من طرف نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول طبيعة اللون الأبيض الملاحظ في مياه الصنابير ومذاقها الغريب، في الوقت الذي لجأ فيه سكان مدينة بوجنيبة، بإقليمخريبكة، إلى التعبير عن احتجاجهم بتذييل عريضة بالعشرات من التوقيعات. احتجاج بالعرائض و"فيسبوك" وجاء في العريضة التي تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منها أن "ساكنة بوجنيبة تستنكر رداءة الخدمات المقدمة من طرف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في الآونة الأخيرة، حيث لوحظ وجود مادة بيضاء ورائحة كريهة في الماء، في خرق سافر لحقوق المواطن والمستهلك"، مع المطالبة ب"تحسين جودة الخدمات المقدمة للساكنة". وفي السياق ذاته، يعمل عدد من متتبعي الشأن المحلي بمدينتي خريبكة وبوجنيبة على نشر صور بمواقع التواصل الاجتماعي يوثّقون من خلالها لحظات تغير لون الماء من طبيعته الشفافة إلى سائل يغلب عليه البياض، متسائلين في الوقت ذاته عن "طبيعة تلك المادة البيضاء ومدى صلاحيتها للاستهلاك، خاصة مع التغيّر الملموس في رائحة ومذاق ماء الصنبور". وتعرف المنشورات "الفيسبوكية" المرتبطة بالموضوع تفاعلا مهما من طرف المتتبعين، حيث تسير جل التعليقات في اتجاه الاستنكار والمطالبة بتحسين جودة المياه، بمبرر أن "العِلم يؤكّد أن الماء لا طعم ولا رائحة ولا لون له"، فيما علّق آخرون بالقول إن "التزام المستهلكين بأداء الفواتير شهريا يفرض على الجهات المعنية الالتزام بتوفير مياه في مستويات عالية من الجودة". سؤال إلى "وزارة الماء" وتفاعلا مع مطالب السكان، بعث لحسن حداد، بصفته نائبا برلمانيا بإقليمخريبكة، مراسلة إلى رئيس مجلس النواب، يلتمس من خلالها رفع سؤال كتابي حول تحسين جودة وسلامة المياه بإقليمخريبكة إلى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، طبقا لمقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب. وجاء في المراسلة أن "مجموعة من ساكنة إقليمخريبكة، وخاصة مدينة بوجنيبة، تعاني منذ غشت الماضي من تغير في لون وطعم ورائحة الماء الصالح للشرب، حيث أصبح غير صالح للشرب، وذلك راجع إلى تغيير منبع المياه من آبار الفقيه بن صالح إلى سد مسعود نواحي خنيفرة". وسأل لحسن حداد، عبر المراسلة ذاتها، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء عن "الإجراءات التي تعتزمون القيام بها لضمان سلامة وجودة مياه الشرب أو الرجوع إلى أصل المنبع، وما الأسباب الكامنة وراء تغيير المنبع حتى أصبحت الساكنة تبحث عن المياه في الآبار نواحي المدينة، أو استعمال الماء المعدني الذي أثقل كاهل غالبية الساكنة المحلية التي تعاني من الظروف الاجتماعية الصعبة؟". من المياه الجوفية إلى السطحية وكان المسؤولون عن تدبير قطاع الماء الصالح للشرب قد أكّدوا في مجموعة من اللقاءات التواصلية أن "جودة المياه مرتبطة بمجموعة من المعايير التي يحرص المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على احترامها بدقة متناهية، ولا مجال فيها للخطأ أو التلاعب، وتزويد المواطنين بمياه مضرة بالصحة ولا تستجيب لأدق معايير الجودة يدخل في باب المستحيلات، لأن صحة المستهلك فوق كل اعتبار". وأوضح المسؤولون حينها أن "الإستراتيجية الوطنية تسير في اتجاه استغلال المياه السطحية والاحتفاظ بالمياه الجوفية للأجيال المقبلة، وهي العملية التي تمت على مستوى مدينة خريبكة والمناطق المجاورة لها منذ حوالي سنة، حيث شُرع في الاستعانة بكمية معينة من مياه سد أيت مسعود إلى جانب المياه الجوفية للفقيه بن صالح، ومن الطبيعي أن يختلف طعمهما بسبب اختلاف نسبة الأملاح المعدنية بهما". وشدّدت المديرية الجهوية للكهرباء والماء الصالح للشرب-قطاع الماء-بالمنطقة الوسطى على أنه "بالرغم من الاختلاف الواضح بين طعم المياه الجوفية والمياه السطحية، وعلى الرغم من تغيّر الطعم بسبب المزج بين مياه سد أيت مسعود والفرشة المائية للفقيه بن صالح، فإن المياه تستجيب لجميع معايير الجودة، وبعيدة كل البعد عن القيمة القصوى المحددة من طرف المنظمة العالمية للصحة".