شدد سير سايمون ماكدونالد، وكيل الوزارة الدائم بوزارة الخارجية البريطانية، على أن العلاقات الثنائية بين المغرب والمملكة المتحدة ستصبح أمتن وأقوى بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت)، وقال: "لا شك أن المغرب قريب جغرافيا من القارة الأوروبية، إذ كنّا ننظر إليه برؤية أوروبية، منذ نحو أربعين سنة، لكن من الآن فصاعدا سنعمل على تغيير هذه النظرة، لأنها ستكون ذات طابع بريطاني فقط، عبر العمل على تعزيز العلاقات التي تجمع البلدين، ففي التجارة على سبيل المثال تصل سنويا إلى ما مقداره اثنين إلى ثلاثة مليارات في السنة الواحدة، وهي مسألة جيدة، لكن المغرب لا يصنّف ضمن الدول الخمسين الأولى التي نتعامل معها من الناحية التجارية، وهو ما يمكن تطويره في المستقبل". وأضاف سايمون ماكدونالد، في حوار خصّ به جريدة هسبريس الإلكترونية، على هامش الزيارة التي قام بها إلى مدينة الدارالبيضاء، يوم الخميس، علما أنها أول زيارة يقوم بها للمغرب منذ السنوات الأربع الماضية: "بريطانيا تأمل مساعدة المغرب في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع التربية والتعليم؛ إذ نتحدث هنا أساسا عن اللغة الإنجليزية التي تعد لغة العالم خلال القرن الواحد والعشرين، فضلا عن كونها لغة التجارة الدولية، إذ نتوفر على 5000 طالب يدرسون في الجامعات البريطانية، وبإمكاننا رفع العدد مستقبلا، بل إننا نتطلع إلى بناء مدارس بريطانية، لكن للأسف لا توجد أي واحدة حاليا. كما نتطلع إلى تدشين أول مدرسة في مدينة مراكش سنة 2019، وهي مجرد بداية لتقوية العلاقات في جميع مناحي الحياة، وليس فقط التجارة أو السياسية أو الرياضية أو الثقافة". في ما يلي تفاصيل نص الحوار: بداية، ما هي الأهداف المتوخاة من الزيارة التي تقوم بها إلى المملكة؟ طيّب..أشْغَل مهمة إدارة السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية البريطانية، باعتباري أتكلف بوظيفة تدبير مكتب الشؤون الخارجية في جميع أنحاء العالم. قدمت إلى المغرب من أجل الاطلاع على طبيعة ووضعية العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن ثمة إمكانية تحسينها وتعزيزها في المستقبل. في الحقيقة، هذه مرحلة محورية بالنسبة إلى المملكة المتحدة، لأننا بصدد مغادرة الاتحاد الأوروبي، لذلك نطمح إلى تقوية علاقاتنا الخارجية بدون دول الاتحاد الأوروبي. لا شك أن المغرب قريب جغرافيا من القارة الأوروبية، إذ كنّا ننظر إليه برؤية أوروبية، منذ نحو أربعين سنة، لكن من الآن فصاعدا سنعمل على تغيير هذه النظرة، لأنها ستكون ذات طابع بريطاني فقط، عبر العمل على تعزيز العلاقات التي تجمع البلدين؛ ففي التجارة على سبيل المثال تصل سنويا إلى ما مقداره اثنين إلى ثلاثة مليارات في السنة الواحدة، وهي مسألة جيدة، لكن المغرب لا يصنّف ضمن الدول الخمسين الأولى التي نتعامل معها من الناحية التجارية، وهو ما يمكن تطويره في المستقبل. توجد آفاق واسعة مع المملكة المتحدة في العديد من القطاعات، لاسيما في قطاع الطيران وصناعة السيارات والموانئ والقطاع الصناعي عموما، إذ نعلم أن المغرب يتوفر على ميناء طنجة الجديد الذي يشهد أعمال التوسعة إلى حدود الساعة؛ كما أرسلنا الكثير من السيّاح إلى المغرب، ومازال بمقدورنا مضاعفة الأعداد السنوية. سوف نرى الطريقة المثلى لتعزيز العلاقات الثنائية، إذ نأمل مساعدة المغرب في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع التربية والتعليم. ونتحدث هنا أساسا عن اللغة الإنجليزية التي تعد لغة العالم، خلال القرن الواحد والعشرين؛ فضلا عن كونها لغة التجارة الدولية، إذ نتوفر على 5000 طالب يدرسون في الجامعات البريطانية، وبإمكاننا رفع العدد مستقبلا، بل إننا نتطلع على بناء مدارس بريطانية، لكن للأسف لا توجد أي واحدة حاليا، لكن نتطلع إلى تدشين أول مدرسة في مدينة مراكش خلال سنة 2019، وهي مجرد بداية لتقوية العلاقات في جميع مناحي الحياة، وليس فقط التجارة أو السياسية أو الرياضية أو الثقافة. في نظرك، هل الاقتصاد المغربي في تصاعد بشكل مُطرد؟ نعم، يشهد الاقتصاد المغربي نموًا..لاحظت ذلك منذ حلولي بالبلد، طيلة يوم ونصف، إذ رأيت الكثير من الأشياء المهمة، لكنني ينتابني الأسى بسبب عدم توفر الفرصة قصد ركوب القطار السريع "TGV"، بعدما ساهم في تقليص مدة الرحلة بين مدينتي طنجة والرباط إلى النصف، لتصير بذلك مجرد ساعتين فقط، وهي أنموذج بسيط على البنيات التحتية العصرية الجديدة التي توجد بالمغرب. كيف ستكون العلاقات الخارجية بين بريطانيا والمغرب بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي؟ مثلما قلت في السابق، كانت النظرة البريطانية صوب المغرب، طيلة الأربعين سنة الماضية، تتم بواسطة العيون الأوروبية فقط، لكن ستتخذ العلاقات منحى آخرا، بدءاً من الفترة الحالية، بحيث سنُضفي عليها الطابع البريطاني. وقد سبق لوزير الخارجية البريطاني أن عقد لقاء إستراتيجيا مع وزير الخارجية المغربي السنة الماضية، بغية تقوية العلاقات بين الدولتين في جميع المجالات بدون استثناء، ما يستوجب بالدرجة الأولى مواصلة العمل الثنائي. أكيد أنكم تتبعتم الاستفزازات الأخيرة التي قامت بها جبهة البوليساريو بالمنطقة العازلة. ما رأيكم في التطورات الأخيرة؟ أرى أن قضية الصحراء مرّت عليها مدة طويلة، وبريطانيا تعد إحدى الدول الخمس الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، إذ نعمل بالتأكيد على دعم جميع المجهودات التي تقوم بها هيئة الأممالمتحدة في الموضوع؛ ذلك أن المبعوث الأممي، هورست كوهلر، سبق أن طلب منا الدعم، وقد وافقنا عليه، لكن تبقى الأممالمتحدة هي الهيئة المناسبة لذلك.