حل مساعد الكاتب الدائم ورئيس المصلحة الدبلوماسية بمكتب الشؤون الخارجية والكومنويلث البريطاني سايمون ماكدونالد بالرباط، أيام بعد رفض البرلمان البريطاني اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي تفاوضت عليه رئيس الوزراء تيريزا ماي، ليجدد التأكيد أن المملكة المتحدة ستظل شريكا قويا لأصدقائها التقليديين، ومن بينهم المغرب، وذلك بالرغم من خروجها من الاتحاد الأوروبي. وقال ماكدونالد عقب محادثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، إن «المغرب يعد شريكا تجاريا محوريا بالنسبة للمملكة المتحدة»، مؤكدا على أهمية المبادلات التجارية بين البلدين، مضيف أن المغرب يعد كذلك شريكا هاما للمملكة المتحدة في المجال الأمني، ووجهة سياحية بارزة للبريطانيين، حيث يحل يالمغرب سنويا ما يناهز 700 ألف سائح بريطاني. كما أعرب الدبلوماسي البريطاني، الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة، عن تفاؤله الكبير بخصوص العلاقات بين المملكتين، مشيرا إلى أن هذه الروابط المتينة ستتعزز أكثر في المستقبل. وفي سياق متصل، أكد مساعد الكاتب الدائم ورئيس المصلحة الدبلوماسية بمكتب الشؤون الخارجية والكومنويلث البريطاني، خلال استقباله من قبل رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي أن العلاقات المغربية- البريطانية علاقات جيدة وثابتة، وتتطور في الاتجاه الصحيح، بغض النظر عن التغيرات السياسية بالمنطقة. وثمن المسؤول البريطاني علاقات التعاون المضطرد بين البلدين في المجال التعليمي والسياحي والثقافي والرياضي. وقال «إن هناك ما يزيد عن 5.000 طالب مغربي يتابعون دراستهم في بريطانيا، وحوالي 700.000 سائح بريطاني يزورون المغرب سنويا، وهناك العديد من التظاهرات الثقافية التي تنظمها سفارة بريطانيا بالرباط، كما تقام أنشطة رياضية مشتركة في العديد من الرياضات»، وأعرب عن ارتياحه لمستقبل العلاقات بين البلدين، مضيفا أنها «ستعزز أكثر في السنوات القادمة». هذا، و أشاد رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي بالعلاقات الجيدة التي تجمع المغرب وبريطانيا، والتي تتميز بالاستمرارية والتطور في مجالات مختلفة. وأبرز أهمية الحوار السياسي المنتظم بين البلدين، والذي تعزز في السنوات الأخيرة، مضيفا أن «الحوار السياسي يساعد على تقريب وجهات النظر وعلى التعرف على مستجدات البلدين، لذلك ينبغي تعميقه وإثراءه». وفي ما يخص قضية الوحدة الترابية للمملكة، جدد رئيس مجلس النواب تأكيده على أن هذه القضية تعتبر قضية مصيرية بالنسبة للمغرب، وشدد على أنها «قضية مرتبطة بالاستقرار، ولا يمكن أن يكون هناك استقرار دون وحدة الشعوب والدول»، لافتا إلى المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة من قبيل الإرهاب والجريمة المنظمة، «مما يتطلب أخذ كل المعطيات المرتبطة بالموضوع بعين الاعتبار». ومن جهة أخرى، ثمن المالكي الحركية التي تميز التعاون البرلماني بين البلدين، مشيرا إلى كثافة الزيارات المتبادلة بين البرلمانيين، ومشيدا في ذات السياق بالشراكة التي تجمع مجلس النواب ومؤسسة «ويستمنستر» للديمقراطية، وقال «إنها شراكة تساهم في تطوير العمل البرلماني بمجلس النواب». كما دعا إلى تنويع العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي والتجاري والسياحي والرياضي والثقافي، وأوضح أن تقوية العلاقات الثقافية على الخصوص سيساهم في تعزيز التقارب والتعاون في كافة المجالات.