على الرغم من تعالي النداءات المتكررة لعدد من الجمعويين من أجل حماية مقبرة بوبانة الدولية بطنجة من عمليات التدنيس والنهب، فإن المقبرة ما زالت تتعرّض من حين إلى آخر لعمليات سرقة محتويات القبور وتخريبها. كما يطالب عدد من عائلات الراحلين، من الأجانب الذين توجد قبورهم بالمكان، في كل مرة، بضرورة حماية المقبرة من عمليات السرقة والتخريب المتكررة. ووفق مصادر متطابقة، فإن المقبرة شهدت مؤخرا حوالي 18 عملية تدنيس ونهب، على الرغم من وجود حراسة عليها وعلى الرغم من تدخل مقاطعة طنجةالمدينة على أكثر من مستوى. رابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين كشفت أن المصالح المختصة في مقاطعة طنجةالمدينة عيّنت حارسين جديدين بدل خمسة من الحراس كانوا تابعين للتعاون الوطني، "ومن أجل تحصين المقبرة، تمت تعلية السور الخارجي من الجهة المتصلة بحي الجزيري. كما قامت المقاطعة بإصلاح وترميم عدد من القبور وتنقية الممرات من الأعشاب". وتمتد مقبرة بوبانة على مساحة 4 هكتارات مقسمة إلى أجنحة، "فهناك القسم القديم الموجود في المدخل الرئيسي، والذي تتميز قبوره بطابعها الفني لما تزخر به من النقوش الفريدة، ثم جناح آخر في الوسط، وتتواجد به قبور مهيأة لاستقبال الموتى الجدد، وهو مجاور للجناح الغربي الذي تعرض أكثر من غيره للسرقة والإتلاف، من أجل التنقيب عن الأسنان المذهبة والصلبان النحاسية وخواتم الزواج، وأخيرا هناك الجناح الخاص بدفن البهائيين في الجهة الغربية"، وفق المصدر ذاته دائما. كما تتوفر المقبرة على بناية تضم عدة مكاتب وسجلات خاصة بحفظ أسماء الموتى وبطاقاتهم الشخصية التي تضم كل المعلومات المتعلقة بهم، "وهي موزعة ومحفوظة فوق رفوف خشبية على شكل سجلات: السجل الأول الذي انطلق العمل به في سنة 1916، وهو يضم حوالي 813 مسجلا، ثم السجل الثاني ويحتوي على 918 من الوفيات، وأخيرا السجل الثالث ويضم 427 مسجلا متوفى، وهكذا دواليك إلى أن نصل إلى سجل الفترة الحالية"... وتضم المقبرة قبراً جماعيا لمجموعة من الأطباء الفرنسيين الذين كانوا بصدد زيارة طنجة من أجل معالجة المرضى، قبل أن تبتلعهم مياه المتوسط ويقضوا غرقا سنة 1937. وقد خلص بلاغ للهيئة المذكورة إلى أن الإبقاء على الطابع الأصلي لهذه المقبرة "يتجاوز حدود وإمكانات المقاطعة التي تحاول القيام بدورها، وهو ما يستوجب تدخل الجهات الرسمية الممثلة للقنصليات والسفارات الأجنبية بالمغرب من أجل وضع برنامج موحد يهدف إلى إنقاذ هذه المقبرة والحفاظ عليها". ودعا البلاغ إلى تعزيز الحراسة ليلا ونهارا من خلال نصب كاميرات المراقبة، "وكذلك وضع مخطط للترميم وإعادة بناء السور، وترميم المزيد من القبور التي تأثرت بفعل التقادم والاعتداءات المتكررة عليها، وكذلك إعادة إحياء المبنى الخاص بالكنيسة وصيانة القسم الإداري".