زار فؤاد العماري، عمدة طنجة، القنصليتين الفرنسية والإسبانية، بداية الأسبوع الجاري، للتعبير عن أسفه لتعرض قبور بالمدفن المسيحي بمنطقة بوبانة، للتدنيس من طرف مجهولين، واعدا بالتصدي لمثل هذه التصرفات مستقبلا. وحسب تأكيدات مصدر جماعي، فإن العماري ترأس وفدا يمثل الجماعة الحضرية لطنجة، والذي زار القنصليتين الفرنسية والإسبانية، اللتان يشكل مواطنوهما النسبة الأكبر من الأموات المدفونين بالمقبرة المسيحية. ووعد عمدة طنجة، حسب ما نقلته المصادر ذاتها، بتعزيز الحراسة على المقبرة، مع تثبيت كاميرات للمراقبة واستخدام أضواء كاشفة مساء للحيلولة دون تمكن المدنسين من التسلل إلى المقبرة، كما تعهد بإعادة بناء القبور التي تعرضت للتخريب. وكانت مقبرة بوبانة، قد تعرضت أخيرا لعمليات تدنيس واسعة، حيث قام مجهولون بتكسير قبور واستخراج التوابيت وتدنيس رفات الموتى، وهي العملية التي تكررت كثيرا خلال السنتين الأخيرتين في ظل غياب الحراسة المشددة. وحضرت عناصر الشرطة القضائية وفرقة الشرطة العلمية والتقنية بولاية أمن طنجة إلى المقبرة لفتح تحقيق في الواقعة، كما حضر عدد من ذوي الأموات الذين جرى تدنيس مراقدهم، بالإضافة إلى ممثلين عن الكنيسة. وحسب مصدر جماعي فإن غرض المدنسين لم يكن هو تدنيس القبور في حد ذاته لأغراض عنصرية، وإنما سرقة ما يوجد داخل التوابيت من محتويات قيمة، إذ إن اللصوص يستهدفون الحلي التي يرفقها المسيحيون بموتاهم قبل دفنهم. ورغم أن عملية التدنيس هذه طالت 30 قبرا، واضطرت عمدة طنجة إلى الاعتذار، إلا أنها ليست الأكبر من نوعها، ففي أبريل من العام الماضي تم تدنيس حوالي 100 قبر بغرض السرقة، حيث تم تحطيمها واستخراج بعض الجثث منها، الأمر الذي دفع مطران طنجة وراعي الكاتدرائية إلى الحضور إلى المقبرة رفقة عائلات الموتى. وتضم هذه المقبرة مدافن لمواطنين من جنسيات أوربية مختلفة، في مقدمتها الإسبانية والفرنسية والإيطالية وحتى المجرية وغيرها، وبعض الأموات الموجودين بها يقارب تاريخ دفنهم المائة عام، غير أن المدينة لم تعهد مثل هذه العمليات التدنيسية إلا خلال السنتين الأخيرتين.