انتقد جاكوب كوهين، الكاتب المغربي القاطن بفرنسا والمناضل ضد الصهيونية، "التضليل الشامل الصهيوني الذي جعل الاعتذار يسبق الحديث عن الهولوكوست، كما لو أن الناس أصبحوا خائفين من معالجة هذا الموضوع، الذي يجب أن يكون موضوعا تاريخيا مثل باقي المواضيع". وأضاف كوهين، في محاضرة ألقاها، مساء أمس الجمعة، بمقر نادي هيئة المحامين بالرباط، أن ما يعرف ب"برنامج علاء الدين" يدخل الحديث عن الهولوكوست إلى المغرب، مشيرا إلى أن "الصهاينة لا يتحدّثون إلا عن السلام ومثالية هذا الحلم، وحتى الحق في حل الدولتين دون إدانة للاحتلال، كما يظهر منشور برنامج علاء الدين". وتحدّث جاكوب كوهين عن "العبقرية الشريرة للصهيونية"، وما تقود إليه من فصل عنصري وبروباغاندا واستغلال وتضليل، مذكّرا في هذا السياق ب"تحديد عدد الضحايا اليهود من طرف محكمة المنتصرين بشكل اعتباطي"، والحاجة إلى إعطاء إسرائيل صورة أخرى بعد الستينيات عبر الهولوكوست، بعدما ظهرت في صورة استعمارية واستغلالية بدّدت بروباغاندا "نريد أرضا صغيرة حتى لا نبقى كما كنّا في الماضي، ونخاف من الإبادة"، التي كانت رائجة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. ووصف كوهين الإسرائيليين بكونهم رهائن لخوض "الحرب التي لا خيار غيرها" كما يقال لهم. كما نعت الكيان بكونه "دولة خوف وعنف وإعداد للحرب تحت تهديد هولوكوست جديد"، مشيرا إلى أن "أول ضحايا هذا هم الإسرائيليون". ونفى الكاتب المغربي القاطن بفرنسا أن تكون إسرائيل تريد سلاما؛ وزاد مفسّرا ذلك بأن العقلية الصهيونية الإسرائيلية مسيجة، ولا يمكن لنظامها الإيديولوجي أن يختار السلام، مضيفا أن دعايتها الداخلية هدفها أن لا تكون للإسرائيليين ثقة إلا في أنفسهم. ووصف كوهين "شُوَاهْ Shoah"، التي تعني المصيبة بالعبرية، والتي صارت تدل على الهولوكست، بأنها "أصبحت دينا جديدا بعقائد تقبل ولا تُساءَل: مثل ستة ملايين وكفى، وقدّيسين، وكتاب، ومعابد، وكاتدرائيات، وما يعتبر هرطقات.."، مستشكلا نزع حق البحث في الهولوكوست كحدث تاريخي من المؤرّخين إلا إذا ردّدوا الرواية المبتغاة، ومنع ذلك قانونا بفرنسا عن طريق "قانون غيسو"، ووصف من يريدون مساءلة الهولوكوست بشكل عقلاني ب"منكري المحرقة". وتحدث الكاتب المغربي عن "الإرهاب الفكري، والضغط الأخلاقي والمعنوي من أجل تسمية الهولوكست بالمأساة الإنسانية، وجعل هذا اللفظ خاصا باليهود دون غيرهم". كما تحدّث عن مفهوم معاداة السامية، الذي أصبح يشمل معاداة الصهيونية والدولة الإسرائيلية، موضّحا أن توجهات الدول الأوروبية تسير في هذا السياق حتى يصبح كل انتقاد لإسرائيل معاداة للسامية. وذكّر جاكوب كوهين بمنع مؤسسة العالم العربي بفرنسا من تنظيم محاضرة حول "إسرائيل أو نهاية الحلم الإسرائيلي" عبر مراسلة وزير الثقافة الفرنسي، بدعوى أنها تسبب كراهية لإسرائيل واليهودية، وجعلِ حركة "كونيل"، التي ابتكرها الكوميدي الفرنسي ديودوني، معادية للسامية، مع تغريم من يحاكونها، وشيطنة حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، مؤكدا على ضرورة مقاومة ذلك.