رفضَ القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة خيار الحكومة الوطنية، وقال: "أنا ضده ولا أعتقد بأنه ستكونُ هناك حكومة وطنية لأنني لا أريدُ جعل كل الأحزاب وراء حزب العدالة والتنمية. لن أقبلَ بذلك إطلاقاً لأن الحكومة الوطنية ستغيب البرلمان، وهذا خطير على الديمقراطية، وأنا لن أقبل بتغيير البرلمان، فذلك سيلغي دور المعارضة". وتوقّع وهبي عجز العدالة والتنمية في الحصول على الرتبة الأولى خلال تشريعيات 2021، إذ قال في رده على سؤال بهذا الخصوص: "لا أعتقد ذلك، سيرجعون العثماني إلى الوراء ويخرجون بنكيران، وهذا يحتاجُ إلى نقاش، وإلى قوة سياسية لمواجهتهم. لكني أريدُ أن تكونَ هذه المواجهة أخلاقية، ديمقراطية، محترمة، بعيدة عن الاتهامات والإهانات ولغة الحيوانات حتى نرقى بمستوى الديمقراطية في البلاد". وعن علاقته بمؤسس الحزب فؤاد عالي الهمة، قال وهبي: "لا أعرفهُ. لم ألتقه يوماً ما. أعرفه من بعيد كمستشار للملك. صعب أن أحكم عليه، ولكنه من رجالات الدولة، الذين يشكلون بحضورهم إلى جانب الملك مسألة إيجابية جدا". الجزء الثاني لكن "البام" خرج من القصر؟ وإن كانَ خرجَ من القصر أين هي الجريمة؟ ألم يخرج حزب العدالة والتنمية من القصر؟ من أينَ أتى الدكتور الخطيب؟ ألم يتشكل حزب الاستقلال كلُّه بين أحضان القصر؟ (مقاطعاً) لكن هذا سياق تاريخي مختلف. وهل لهم الحق في التاريخ، وليس لنا الحق فيه؟ أولاً، تمَّ التعامل مع تصريحي بنوع من الانتقائية، أخذوا منه جملة أخرجوها من مسارها. أنا قلت إن الملك يعطفُ علينا كما يعطفُ على جميع الأحزاب، فالملك ملكنا جميعاً. دعونا نقول الحقيقة: حينما قلنا إنّ الملك يعطفُ على الحزب؛ ألم تقلْ أحزاب أخرى، بما فيها حزبا الاستقلال والأحرار، إنها أحزاب في خدمة الملك؟ لِمَ لها هذا الحق، وليس لنا نحن؟ لماذا ليس لنا الحق في أن نرتبط بالملك، وهم لهم الحق في ذلك؟ لكنّ هناكَ فرقا بين العطف الملكي وخدمة الملك. الملك يعطفُ على جميع الأحزاب، ونحن جزء من هذه الأحزاب. الملك طالبَ خلال الخطاب الأخير بالدعم المادي من أجل رفع مستوى الأحزاب، بل قال إنَّه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية بدون أحزاب، وهو دائماً يخاطبُ الأحزاب ويستقبل أمناءها العامين بعدَ كل مؤتمر ليعبر عن عطفهِ على هذا الحزب أو ذاك، فلماذا هذه الحساسية تجاه حزب الأصالة والمعاصرة كلما تحدث عن الملك؟ هم يقولون لنا إننا حزب الملك، وأنا أقول لهم يشرفنا أن نكون حزب الملك. (مقاطعا) لأن صديقَ الملك هو الذي أسس الحزب. هل لكونه صديق الملك ليس له الحق الدستوري والسياسي في إنشاء حزب؟ هل يجبُ أن نحرمهُ من كل شيء فقط لأنه صديق الملك؟ ما هذا المنطق؟ هو كان فعلا صديقاً للملك، وحينما أسس الحزب لم يكن بجانب الملك، إذ كانَ قد انفصلَ عن مهامه، وحينما قدّم استقالته من الحزب عادَ إلى موقعه. ألم يكن علال الفاسي صديقاً للملك محمد الخامس؟ ألم يكن عبد الرحيم بوعبيد صديقاً للملك الحسن الثاني؟ لماذا تحاكموننا بما يفعله الآخرون؟. أنا لا أفهمُ هذا الموضوع. تريدون أن تتهموننا بأننا حزب الملك؟ حسناً، من هو الحزب الذي يوجد في المغرب وليس حزباً للملك؟ اعطونا حزباً واحداً يقول: نحن لسنا حزباً للملك. كلّها أحزابٌ ملكية، ولكنها تتهمنا بأننا حزب الملك. هذا الميز لا أفهمه. هل يريدون الملك لوحدهم، ونكون نحن بدون ملك؟ لماذا يستفزهم أن نكون ملكيين مثلهم؟ لأنهم يعتقدون بأنهم يريدون أن يهيمنوا على المجال الملكي دوننا، وهذا حلم. الملك وضع حدود الأحزاب وتركها تشتغلُ ضمن مجال معين. هل يقفُ إلياس العماري وراء بنشماس؟ لو كانَ الأمر كذلك لكانت الكثير من تصرفات الأمين العام تتسم بالعقلانية لسوء الحظ. سأفاجئك، كيفما كان إلياس العماري، فقد كان همه وقلبه على الحزب، فهو كان يصارعُ ويملكُ نوعا من الذاتية المفرطة والشعور بالقيادة. لا أريد أن أتكلم عن الرجل وهو الآن خارج الحزب. وماذا يريدُ وهبي؟ يريدُ حزباً وطنيا ديمقراطياً مهيأ لانتخابات 2021. لا أريدُ أن أخسرَ انتخابات 2021، أنا أخافُ على 2021. أريدُ أن نتجاوزَ خلافاتنا، وأن نحسمها نهائياً، وإذا كان من الضروري أن ندخل في معركة لحسمها قبل 2021 سنحسمها. نريدُ أن نذهبَ إلى انتخابات 2021 متجاوزين كل التصرفات التي تمسُّ بالحزب، والتي تسيء إلى العلاقة مع المناضلين، ويمكن أن تضعف الحزب. نحن نريدُ حزباً ديمقراطياً لكي نقول للمواطنين إننا البديل، ونذهب إلى انتخابات 2021. إما نكون أو لا نكون. لكن الكل يرشح الآن التجمع في المنافسة على انتخابات 2021؟ هذا ما يتمناهُ البعض داخل العملية السياسية، لكنها ليست الحقيقة. في الساحة السياسية يوجدُ حزب الأصالة والمعاصرة وحزب العدالة والتنمية وأحزاب أخرى. يوجد حزبان في الواجهة وأحزاب أخرى، وما يخيفهم هو هذه الثنائية الموجودة الآن. هي ثنائية لم نخلقها نحنُ، بل خلقها ضعف الأحزاب الأخرى. لا يمكن أن تقول لي إن حزب الأحرار موجود في الساحة أكثر منا. نحنُ الموجودون، ونحنُ القوة، ونحن الذين لهم الحق في أن نكون القوة الأولى في المعارضة، والتجمع الوطني للأحرار تابع لحزب العدالة والتنمية، ومعهُ في الحكومة ويقدم له الخدمات. لا يمكن أن تلغوا دورنا وتبحثوا عن التجمع لتعطوه هذا الدور. هذا الدور أكبر من حجمه. التجمع تابع للعدالة والتنمية؟ كيف؟ تابع إدارياً. العثماني ضعيف أمام قيادات التجمع الوطني، وهذه مشكلتهم داخل الأغلبية، وهذا لا يهمني، لا من قريب ولا من بعيد، لأنني أوجدُ في المعارضة وليس في الحكومة. القريب مني الآن سياسيا هو حزب الاستقلال لأنه فقط موجود في المعارضة وليسَ أكثر من ذلك، إذ ليسَ بيننا وبينه أي تنسيق. وماذا عن خيار الحكومة الوطنية؟ أنا ضده ولا أعتقد بأنه ستكونُ هناك حكومة وطنية. أنا لا أريدُ جعل كل الأحزاب وراء حزب العدالة والتنمية، لن أقبلَ بذلك إطلاقاً، لأن الحكومة الوطنية ستغيب البرلمان، وهذا خطير على الديمقراطية، وأنا لن أقبل بتغيير البرلمان، سيلغي ذلك دور المعارضة، وهذا خطير. لذلكَ أنا مستعد أن أبقى في المعارضة حتى 2021 ولا أبحثُ عن شيء آخر. من تقترح لقيادة الحزب في حالَ ذهاب بنشماس؟ كثيرون يمكن أن يقودوا الحزب، سواء من كان في الماضي أو من يوجدُ حاليا في القيادة، المهم من جاء سأقول له السيد الأمين العام إذا التزمَ بالأخلاقيات والضوابط والقوانين. لماذا أنتم خائفون؟ لماذا هذه النظرة البخيلة إلى "البام"؟ الحزب فيه شخصيات وأشخاص تواروا عن الأنظار لأن القيادة تثيرُ وسائل الاعلام. -هل سيفوزُ حزب العدالة والتنمية في انتخابات 2021؟ لا أعتقد ذلك، سيرجعون العثماني إلى الوراء ويخرجون بنكيران، وهذا يحتاجُ إلى نقاش، وإلى قوة سياسية لمواجهتهم. لكني أريدُ أن تكونَ هذه المواجهة أخلاقية، ديمقراطية، محترمة، بعيدة عن الاتهامات والإهانات ولغة الحيوانات حتى نرقى بالديمقراطية في البلاد. ماذا تقول عن عبد الحكيم بنشماش؟ أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، أختلفُ معهُ كثيراً، ولكنه أميني العام. إلياس العماري؟ أمين عام سابق للحزب، أكنُّ له الاحترام. كبر في عيني بعد موقفه الأخير بخصوص الخلاف الموجود داخل الأصالة والمعاصرة، إذ مارس واجب التحفظ والابتعاد عن هذا النقاش. الرجل احترمَ نفسه. فؤاد عالي الهمة؟ لا أعرفهُ. لم ألتقه يوماً ما. أعرفه من بعيد كمستشار للملك. صعب أن أحكم عليه، ولكنه من رجالات الدولة، الذين يشكلون بحضورهم إلى جانب الملك مسألة إيجابية جدا. عزيز أخنوش؟ أمين عام حزب ورجل أعمال ناجح، فقط عنده مواقف سلبية من مجموعة من الأشخاص بشكل مجاني، ويفسر بعض الأشياء ضده، رغم أنه ليس هو المقصود.