في هذا الحوار يستعرض عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية تجربته في رئاسة الحكومة المنتهية ولايته، وكذا علاقته بالملك وبالمستشارين الملكيين، كما يبسط رأيه في الظروف التي تمر بها انتخابات 7 أكتوبر. في شهر أبريل من عام 2011، أي في عز ما يعرف بالربيع العربي، سألتك في برنامج تلفزيوني: هل تستعد لتصبح رئيسا للحكومة، فأجبت جوابك الشهير: «أنا واجد، واش حكرتيني؟»، الآن وبعد إنهائك ولاية حكومية، هل مازلت متأكدا أنك كنت جاهزا لهذه المسؤولية؟؟ ربما كان هناك نوع من الحماس الزائد في ذلك الوقت، الآن على الأقل تدربت، وأظن أنني جاهز إذا اختار الشعب الحزب قوة سياسية أولى واختارني جلالة الملك كما يسمح له الدستور، وسوف أتحمل المسؤولية… قصدت بسؤالي معرفة تقييمك للولاية التي تشارف على نهايتها، هل شعرت فيها بأنك كنت بالفعل جاهزا لتولي هذه المسؤولية؟ تأكد أنني مارست مهامي بكل تلقائية، ولم أشعر في أي لحظة، أثناء وجودي في رئاسة الحكومة، بأنني يجب ألا أكون هنا. مارست المهام، ووقعت التوقيعات، واتخذت القرارات، وجابهت الإشكاليات بشكل طبيعي، وكشخص يقوم بعمل كان جاهزا له. هل قمت به بطريقة موفقة مائة في المائة؟ لا أظن، لكنها موفقة بشكل جيّد. أكيد أنه لم تكن لدي فكرة عن الصعوبات، لكنني استطعت أن أتعامل معها، بعضها كلفني غاليا، وبعضها تجاوزته بيسر أكثر، ولكن هذه هي السياسة. أنت اليوم رئيس الحكومة والمشرف سياسيا على تنظيم ثاني انتخابات في ظل الدستور الحالي، لكن ما يغلب على الحملة الانتخابية هو نوع من التشنج والصراع بين حزبكم وبين أطراف من السلطة، كيف نفهم هذا الوضع رغم الضمانات الملكية التي تقولون إنكم تتوفرون عليها بشأن نزاهة الانتخابات؟ أولا، لا أظن أن حزبنا هو الوحيد الذي يصدر البيانات، ثانيا، المغرب هو هذا، دائما تبدو فيه الأمور عصية شيئا ما على الفهم. لنكن واضحين، الناس الذين كانوا بعد 2003 يعتبرون أن الفرصة جاءت ليتخلصوا من حزب العدالة والتنمية كحزب صاعد، هم اليوم يتبنون المنطق نفسه إزاء هذا الحزب الذي قضى خمس سنوات في الحكومة بطريقة عموما ناجحة، والذي لم يفقد شعبيته بل تكرست وازدادت، هم يرون أنه يجب ألا يكون معهم، بل يريدونه في أقصى الحالات في المعارضة. هم يتحركون بالأساليب القديمة حين يكون ذلك ممكنا، وهو ما يخلق بعض الاصطدام. طبعا أنا هو الرئيس، وهذا يعني أنني أستشار في القضايا الكبرى، وقد دبرنا هذا الأمر أنا والسي حصاد والسي اضريس والسي الرميد مع بعض الاحتكاك، لكن، عموما، تمت الأمور بسلام. ثم إنني كأمين عام لحزب سياسي أقوم بالتبليغ، ولا يمكن أن تضج قواعدي بالشكوى وأظل ساكتا، لكن وزير الداخلية يقول لي أعطني حالة ملموسة وسأحرك المتابعة فورا، بل قال لي: أنا باغي نعاقب شي واحد يلا عمل شي حاجة. في علاقة بالضمانات الخاصة بنزاهة الانتخابات، تشير بالخصوص إلى يوم الاقتراع وإعلان النتائج، فيما العملية الانتخابية هي أيضا فترة الحملة وما يسبقها من إعداد قوانين وقرارات، وهو ما لا يخلو حتى الآن من اختلالات ومشاكل؟ النزاهة المطلقة التي يجب أن تكون في دولة مثل سويسرا لا توجد في المغرب. هنا توجد توافقات، وعندما طرحت قضية المغاربة المقيمين في الخارج، أي هل يصوتون؟ اعتبرت أن عليهم أن يصوتوا، لكن وزير الداخلية أعطاني تفسيرا داخليا واتفق معه وزير العدل، ووجدته معقولا… ما هو هذا التفسير؟ دابا ماغاديش ندخل معاك في التفاصيل، هذه أمور ديال الدولة. لما جئنا لمناقشة موضوع العتبة، لم يكن السي الرميد متفقا مع تخفيضها من 6 إلى 3 في المائة، لكن وزير الداخلية كان يريد تخفيضها ومعه معظم الأحزاب السياسية، إن لم يكن كلها. الأحزاب الكبرى على الأقل كانت ترفض، منها أنتم وحزب الاستقلال؟ هادو صافي، ولم يكن رفضا مطلقا، وفي لحظة معينة وجدت أنني سأبقى وحيدا في موقع الدفاع عن هذه العتبة لكي تبقى في حدود 6 في المائة، وسأتهم بالإقصاء وقد أخلق أزمة سياسية. مثل هذه الأمور سيّرناها بنوع من التفاهم، لا أضغط كثيرا فلا يضغطون كثيرا. صحيح أنه تقع بعض الأشياء، مثل قضية السي بوصوف الذي كان سيترشح معنا في تاونات، وقال إنه مستعد لذلك وإن تم الضغط عليه، وعندما تغيّر الأمر وتراجع، اتصلنا بوزير الداخلية وقلنا له إن العامل قام بالضغط عليه، فأقسم بالله أنه ليس العامل، والسي بوصوف أغلق هاتفه… كانت هناك حالة أخرى في مدينة سلا لمحمد عواد الذي انسحب في آخر لحظة تحت ضغط المراجعة الضريبية؟ لقد انسحب في آخر لحظة وتحدث عن ضغوط. كل ما يحصل في بلادنا الآن جديد عليها، فأول انتخابات كانت في 1963. وفي قد حكى لي السي امحمد بوستة كيف أن عاملا كان يقول له والله لا نجحتي، رغم أنه صديق له. أعتقد أن الأمر يتعلق بالعامل الطاهر أوعسو، قال له «لدي تعليمات كي لا تنجح». والصحافة كتبت كيف أن السي عصمان كان يقول لهم لا تتعبوا أنفسكم فالداخلية ستعد لكم الأمور. نحن الآن نتقدم، ولا تنسوا أنه منذ مجيء جلالة الملك محمد السادس لم يطعن أحد في الانتخابات سياسيا. لم يطعن أحد في انتخابات 2002، ولا في 2003 رغم أننا قلصنا مشاركتنا إراديا، حيث جاء فؤاد عالي الهمة والمرحوم مصطفى الساهل، وفرضا علينا بعضا من ذلك ونحن قبلنا، لكن لا أحد انتقد الانتخابات، والشيء نفسه في 2007، وحتى في 2009 التي جاء فيها البام أولا، حيث لم ننتقد الانتخابات بالتزوير، والشيء نفسه في 2011. وانتخابات 7 أكتوبر هل ستكون نزيهة؟ أنا أعتقد أن هذه الانتخابات ستكون نزيهة، وجلالة الملك أعطانا ضماناته رسميا وعلانية، وبينه وبين الحكومة، ربما لم يكن علي أن أقول ذلك، لكن وزير الداخلية قال لنا إن الملك قال له je ne vous lâcherai pas، سيدنا واقف على هادشي. وإذا بدأنا نشك في هذا ما بقات هضرة، نحن لدينا الثقة في دولتنا، وشتان بين اليوم والبارحة. ففي 1997 حصلنا على 9 مقاعد، وقام محمد حفيظ وقال هذا المقعد ليس لي، وقام أديب وقال الشيء نفسه، وآخرون بقوا جالسين على مقاعد العدالة والتنمية، لكن ذلك لم يتكرر في 2002 ولا في 2007 ولا في 2011، ولا أظن أنها ستتكرر الآن. في 2003 قبلتم ما يسمى التحجيم الذاتي، وهذا كان تدخلا في العملية الانتخابية وسيرها العادي؟ في 2003 لا تلم أحدا، فقد كان قرارا إراديا، حيث كنا أمام واقع سياسي خاص. ما الذي تغير في المغرب لكي لا تدخلوا في تفاوض مشابه؟ الله شاهد أنه لم يتصل بنا أحد ولا طلب منا أحد أن نخفض عدد مرشحينا ولا أي شيء. كان بعض الفاعلين يقولون لي نقص شوية من الخطاب ديالك فقط، أما الأشياء الأخرى فتقال بين الجد واللعب، وليست هناك مفاوضات. صحيح كانت هناك الإشكالية المتعلقة بالمحيط الملكي، وما ورد في بلاغ الديوان الملكي بخصوص التقدم والاشتراكية، والذي هو مفهوم في معناه… الملاحظ لما يجري ويقال يستشف كما لو أن هناك تفاوضا غير مباشر، مرة حول إمكانية التحالف مع الأصالة والمعاصرة، ومرة حول تأهيل شخص آخر من حزبكم لتولي رئاسة الحكومة، والآن يجري الحديث عن سيناريو فوزكم بالانتخابات، يليه الفشل في تشكيل الأغلبية؟ لا يوجد تفاوض غير مباشر، السياسة فيها إشارات، وإذا كنت سياسيا فعليك أن تأخذ بعين الاعتبار ما يقع. السياسة هي أن تستطيع الذهاب بمجموعتك ومجتمعك إلى ما هو أحسن بأقل الخسائر، أما يلا بقيتي مدرّم غادي تدخل فالحيط، والضامن في كل ما يقع هو الدستور وإشراف جلالة الملك وضماناته… على ذكر تدبير العلاقة مع الملك، تحدثت في حوارك مع وكالة الأنباء الإسبانية عن جمعك بين الولاء للملك وعدم الانبطاح، ماذا تقصد؟ هذه مسألة بسيطة، ويعود أصلها إلى مرحلة ما بعد الاستقلال، حين برز نزاع بين الحركة الوطنية، وخاصة حزب الاستقلال قبل أن ينشق، وبين المؤسسة الملكية. تعقّد الوضع بعد ذلك، وأصبحت فيه فرق مختلفة، هناك من ينازع الملكية ولا يريد بقاءها في المغرب مثل أبراهام السرفاتي، وهناك من ينازع في الصلاحيات فقط، ويتكلم عن ملك يسود ولا يحكم، وهناك من بقي في حدود. أي أن النزاع لم يكن حول السياسات بل حول الحكم، والذين كانت لهم مبادئ كانوا في الجهة الرافضة للملكية، فيما الذين كانوا يرون مصلحة المغرب في الاصطفاف إلى جانبها كانوا يقومون بذلك مقابل مصالح. هذا هو التقاطب الذي ساد إلى أن جاءت 1971 و1972 (يشير إلى المحاولتين الانقلابيتين)، ففهم الجميع أنه في حال استمرار النزاع بين المؤسسة الملكية وبين الطبقة السياسية الوطنية، سيكون المغرب مهددا وسنذهب إلى المجهول. المغاربة يعرفون أن الملكية هي التي تقوم بوظيفة التحكيم، أي أن الملك هو الذي لا يسمح لطرف بالطغيان على الأطراف الأخرى، سواء كان طرفا سياسيا أو سلطويا أو عنصريا… وهذا مهم جدا لأن المغرب لا يمكن أن يحكم إلا بالتحكيم، ولا يمكن أن يحكم بالتسلط والدكتاتورية. في مرحلة لاحقة وقع تمازج بين أصحاب المصالح وأصحاب المبادئ، وجئنا نحن نقول إن ما يربطنا بالمؤسسة الملكية هو الشرع والدستور، ولكن هل المطلوب منا أن نقول نعم دائما والسلام؟ لا، أنا حتى سيدنا قلتها له، قلت له نتا ملك ديالنا على راسنا وعينينا، وفي الغالب لا يكون بيننا اختلاف كبير، وشي مرات أقول هاد القضية ماشي هكذا، وشي مرات يقول لي لا هادشي للي غانديرو، فأفعل، راه هو الرئيس آعباد الله. هذا النوع من التفاهم يخرج عن التقاطب الذي كان في السابق، فالذي لا يسأل عما يفعل هو الله سبحانه وتعالى، وكما قال الرسول (ص) الدين النصيحة، هذا ما قلته للوكالة الإسبانية… طيّب من الذي يطالبكم بالانبطاح؟ لا أحد يطالبني بالانبطاح، الناس ينبطحون من تلقاء أنفسهم. السي عبد الله بها كان يقول: «عليك بأربعة أشياء: لا تخف، لا تطمع، كن معقول، وكن مؤدّبا». على ذكر المرحوم عبد الله بها، هو واحد من بعض الشخصيات التي توفيت في السنوات الأخيرة، وكانت تشكل قنوات غير رسمية مهمة، خاصة المستشارين الملكيين مزيان بلفقيه وزليخة نصري، ما الذي تغير بعد فقدان هذه الشخصيات؟ كما يقولون بالفرنسية:on ne peut que les regretter ، لكن صحيح أنه كانت لدي سهولة كبيرة في الاتصال بالسيد مزيان بلفقيه. لم يكن يبدو متفقا معي ومع أفكاري، لكنه كان يقدّرني، وأنا استفدت منه كثيرا، لكنه قدر الله. إذا أردت أن تستغرب فاستغرب كيف أنني استمرّرت بدون السي عبد الله بها، في السابق كنت أعتبر أنه إذا وقع له شيء سأتوقف ولن أستمر، لكن هناك المسؤولية التاريخية، وهناك إخوان آخرون لم يبخلوا علي بالنصح والمساعدة، مثل الأخ المصطفى الرميد، ونحن مستمرون، الله يخرج العاقبة بسلام. انتخابات الجمعة تجري في إطار تقاطب بينكم وبين حزب الأصالة والمعاصرة، هل نحن أمام معركة وجود أم معركة اعتراف؟ دعني أسألك عن هذا التقاطب الذي تتحدث عنه، هل يوجد في الشعب؟ يوم أمس كنت أنا وأمينه العام في تارودانت، أنا حضر لي أكثر من 30 ألفا من الناس، فيما تفيد معلوماتي بأن عدد الحاضرين معه لا يتجاوز 300، أين هو هذا التقاطب؟ التقاطب موجود بالمعطيات الانتخابية، فقد فاز بانتخابات 2009 ثم انتخابات 2015، وأنتم تقولون إنها انتخابات غير مطعون فيها؟ هذا حزب فاز في 2009 وفي 2011 وفي 2015 بطرق غير طبيعية وغير معروفة، لأنه سياسيا إذا أراد الناس حزبا يظهرون ذلك ماشي كايبقاو مخبيين إلى أن تأتي الانتخابات، واش هذا حزب ديال الجنون؟ وإلا لماذا ننظم اللقاءات والمسيرات؟ هذا الحزب غير موجود صدقوني أيها المغاربة، ليس له فكر ولا زعماء ولا برنامج. هذا حزب عندو الفلوس وبعض الدعم، هذه هي الحقيقة والواقع. الآن ذهب ليتصل بالأعيان، لماذا سيذهبون معه؟ واحد النهار غادي يتبرّق وساعة الحقيقة ستصل. نحن حزب سياسي جاء من الأوساط الاجتماعية العادية، وعودنا صلب بما فيه الكفاية لكي نعيش حياة الأحزاب العادية، التي مرة تنتصر ومرة، لا قدر الله، تنهزم، ونحن مستمرون في القيام بدورنا سواء في الأغلبية أو المعارضة، ولا نخاف المعارضة ولا نبكي على الحكومة… هذا السؤال يطرح حاليا بقوة في شبكات التواصل الاجتماعي: لماذا أصبحت تبكي في كل تجمعاتك الخطابية؟ والله أنا لا أستهلها بالبكاء بل الدموع هي التي تفرض علي نفسها، هل أنا «جولي هاليداي» (مغنٍّ فرنسي اشتهر في الستينات) حتى أصعد إلى المنصة وأغني للجمهور ثم نمضي؟ هؤلاء الناس كل واحد منهم جاء به الأمل… كنت دائما تخطب في الجماهير، لماذا تبكي الآن؟ وا بلاتي، هذا راه جمهور وأي جمهور، وهي ليست المرة الأولى التي يحصل لي فيها ذلك، بل أعتقد أنه يعود إلى تجمع الدشيرة في العام الماضي. المهم أنا إنسان وأبكي حين أبكي، دابا واش بغاو يحرموني من حق البكاء؟ ماذا سيتركون لي؟ هناك من يريد حرماني من البكاء، ومن يريد حرماني من الكلام، ومن يريد حرماني من الترشح ومن رئاسة الحكومة… هناك اتحاد لأحزاب يسارية دخل الانتخابات ويحظى بهالة إعلامية كبيرة، هو فدرالية اليسار الديمقراطي، كيف تنظرون إليهم؟ من الناحية الإيديولوجية، ما قراب لنا ما حنا قراب لهم، لكن سياسيا أقدّر أنهم فاعل سياسي جاد… ينتقدونكم بشدة. هذا شغلهم، لكنهم ماشي طاحو بالمظلات بل هم من الشعب، ويمثلون شريحة معينة ويبدون جادين ونقيين، وأعتقد أن من المصلحة أن يكون لهم مكان تحت الشمس وفي البرلمان… وفي الحكومة؟ لن أتحدث عن الحكومة الآن، يجب أن نعرف كم سيكون لهم من المقاعد أولا، لكنه ليس أمرا ممنوعا بالنسبة إلي ولا أحرمه على نفسي. صحيح أننا طيلة حياتنا ونحن في شدلي نقطع ليك، ولكن هناك فرقا بين إنسان معقول وجاد ويتكلم عن مبادئ المجتمع، وبين البانضية الذين يجمعون الأموال… في حوار لنا مع محمد الساسي، تحدث عنكم وقال إنكم لا تختلفون عن البام في دعم السلطوية؟ سي محمد الساسي يحلل حسب منظوره، لكن اسأله: هل بنكيران يده نقية أم لا؟ هل هو إنسان جاد أم لا؟ إذا كان يعني أنني لست مع فكرة ملك يسود ولا يحكم، فهو على صواب، وأنا لا أتفق مع هذه الفكرة، والمغاربة لا يحتاجون إلى ملك يسود ولا يحكم. علاقتكم بحزب الاستقلال غامضة، خاصة علاقتك الشخصية بأمينه العام حميد شباط، كيف تشرح ذلك؟ سي حميد شباط، منذ جاء إلى الأمانة العامة لحزب الاستقلال، وهو معنا في نزاع، ثم خرج ليها كود يوم 3 يناير 2013، وجه إلينا المدافع، ولم يتوقف إلى أن خرج من الحكومة وجاءت انتخابات 2015. وما خلا ما قال، سكتنا عليه ثم نضنا ليه إلى أن وقع ما وقع في 2015. شباط دار معانا العيب هذا صحيح، لكن بالنسبة إلينا حزب الاستقلال هو الذي كان مهددا بالسقوط، ورغم أن شباط يترأسه ساندناه مساندة حقيقية في رئاسة مجلس المستشارين، وخضنا حربا من أجل عبد الصمد قيوح. بعد ذلك بدا أنه سيكون معنا بما تقتضيه هذه المصالحة، ثم بدأنا نلاحظ أنه عاد لمهاجمتنا. نحن نعرف أن السيد شباط يغير رأيه بين الفينة والأخرى، والآن ما عرفناهش علاش ناوي، وما يصل إلينا من أخبار هو أنه مستعد ليكون سواء معنا أو مع البام… وهناك من يرشحه للفوز بالانتخابات؟ قبل قليل قلت إن الساسي يحلل، والآن أقول لك إن شباط يحلم. تقدمون إصلاح المقاصة كأحد أكبر إنجازاتكم الحكومية، لكن مازالت ملايير الدعم الخاص بغاز البوتان خارج السيطرة، ماذا ستفعلون إذا عدتم لرئاسة الحكومة؟ لدي مشكل يتمثل في أنني لا أريد سحب دعم الغاز من الناس المحتاجين، ونحن في انتظار التوصل إلى صيغة مرضية قبل إيقاف الدعم. والشيء نفسه ينطبق على دعم السكر، حيث إننا نخسر ما بين 3 و5 ملايير درهم سنويا في دعم السكر. أين يبدأ الشخصي وينتهي السياسي في تحركاتك؟ تحدثت سابقا عن كون حزب الأصالة والمعاصرة تأسس خصيصا لمواجهتك بعد صعودك إلى زعامة حزب العدالة والتنمية، وهناك من خصومك من يقول: لو أعطونا شخصا أفضل من بنكيران لما حدث التصعيد؟ عليك أن تسألهم هم (يضحك)، يبدو أن شخصي يثير أشياء معينة، وهم يواجهونني بطرق مختلفة، ويبدو أنهم تدخلوا في أحزاب سياسية ليأتوا بأشخاص ليواجهوني، أشخاص يتحدثون بالدارجة، لكنهم لم يعرفوا أن هناك فرقا بين ما يأتي بطريقة أصيلة وما يأتي بطريقة مفبركة، وها أنت ترى النتيجة. أنا إنسان بسيط، لست صالحا مائة في المائة، لكنني أحاول أن أكون «معقول»، وسأبقى هكذا، لا أنوي أن أتغير مادمت حيا ومادمت في السياسة، وليفعلوا هم ما يشاؤون… استمرارك على النهج نفسه يتجسد في أشياء منها بقاؤك في البيت نفسه الذي كنت تسكنه قبل الحكومة، لكن، ماذا عن مكتب العمل، مقر رئاسة الحكومة؟ أنجزتم دراسة حول كيفية تطويره وتحديثه من حيث البناية والموظفين، ماذا أنجزتم؟ لقد أصبح لنا الآن مقر آخر، بعدما استرجعت وزارة السكنى مقرا كنا نستعين به، الآن نستأجر مقرا من مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم، وهو يؤوي حوالي مائة موظف. أما وجود رئيس الحكومة داخل القصر الملكي أمام الديوان الملكي، فهو شيء رمزي ومعقول… كانت هذه قناعتك الأولى أم اقتنعت بها لاحقا؟ عندما جئت في البداية لم يكن لدي أي مشكل، فقط كنت أرى أنه ضيّق كثيرا ولا أستطيع استقبال الكثير من الناس، ومستقبلا أعتقد أنه لا بد من مقر لرئيس الحكومة مختلف عن الحالي. كان هناك في السابق منصب الوزير الأول والآن أصبح رئيس الحكومة، وصلاحياته تتزايد. من حيث الموظفين، لم يرتفع عددهم في هذه المرحلة، بل أضيف فقط بعض المستشارين والملحقين، وقد تحدّثت عن هذا الأمر مع سيدنا في البداية، إذ لا بد من بنية فيها إدارة أكبر يسكن فيها رئيس الحكومة، لأنه لا يمكن يبدا يمشي ويجي للبيرو… هل تعتقد أن ذلك قابل للتطبيق؟ ليس فورا، لكن في حدود آجال معقولة هذا ممكن ويجب أن يكون، وفي الدول التي زرتها هكذا وجدت الأمور. أين يبدأ الشخصي وينتهي السياسي في تحركاتك؟ تحدثت سابقا عن كون حزب الأصالة والمعاصرة تأسس خصيصا لمواجهتك بعد صعودك إلى زعامة حزب العدالة والتنمية، وهناك من خصومك من يقول: لو أعطونا شخصا أفضل من بنكيران لما حدث التصعيد؟ عليك أن تسألهم هم (يضحك)، يبدو أن شخصي يثير أشياء معينة، وهم يواجهونني بطرق مختلفة، ويبدو أنهم تدخلوا في أحزاب سياسية ليأتوا بأشخاص ليواجهوني، أشخاص يتحدثون بالدارجة، لكنهم لم يعرفوا أن هناك فرقا بين ما يأتي بطريقة أصيلة وما يأتي بطريقة مفبركة، وها أنت ترى النتيجة. أنا إنسان بسيط، لست صالحا مائة في المائة، لكنني أحاول أن أكون «معقول»، وسأبقى هكذا، لا أنوي أن أتغير مادمت حيا ومادمت في السياسة، وليفعلوا هم ما يشاؤون… استمرارك على النهج نفسه يتجسد في أشياء منها بقاؤك في البيت نفسه الذي كنت تسكنه قبل الحكومة، لكن، ماذا عن مكتب العمل، مقر رئاسة الحكومة؟ أنجزتم دراسة حول كيفية تطويره وتحديثه من حيث البناية والموظفين، ماذا أنجزتم؟ لقد أصبح لنا الآن مقر آخر، بعدما استرجعت وزارة السكنى مقرا كنا نستعين به، الآن نستأجر مقرا من مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم، وهو يؤوي حوالي مائة موظف. أما وجود رئيس الحكومة داخل القصر الملكي أمام الديوان الملكي، فهو شيء رمزي ومعقول… كانت هذه قناعتك الأولى أم اقتنعت بها لاحقا؟ عندما جئت في البداية لم يكن لدي أي مشكل، فقط كنت أرى أنه ضيّق كثيرا ولا أستطيع استقبال الكثير من الناس، ومستقبلا أعتقد أنه لا بد من مقر لرئيس الحكومة مختلف عن الحالي. كان هناك في السابق منصب الوزير الأول والآن أصبح رئيس الحكومة، وصلاحياته تتزايد. من حيث الموظفين، لم يرتفع عددهم في هذه المرحلة، بل أضيف فقط بعض المستشارين والملحقين، وقد تحدّثت عن هذا الأمر مع سيدنا في البداية، إذ لا بد من بنية فيها إدارة أكبر يسكن فيها رئيس الحكومة، لأنه لا يمكن يبدا يمشي ويجي للبيرو… هل تعتقد أن ذلك قابل للتطبيق؟ ليس فورا، لكن في حدود آجال معقولة هذا ممكن ويجب أن يكون، وفي الدول التي زرتها هكذا وجدت الأمور. إذا فزت بالانتخابات وجدد لك لولاية ثانية، ما الأخطاء التي تعتقد أنك ارتكبتها ولن تكررها؟ (يضحك) الأمر الذي أذكره جيدا، هو يوم قلت إنني لم أنجح في بناء علاقة تعاون مع مستشاري جلالة الملك، وبسذاجتي اعتقدت أننا جميعا نعمل إلى جانب جلالة الملك، ويجب أن يكون لدينا تواصل دائم، فجاء تنبيه من جلالة الملك، وكان صعبا وليس سهلا، لكنه أوضح أن مستشاري الملك ليس من دورهم التعاون مع رئيس الحكومة، وليس دوري أن أتعاون معهم إلا إذا جاء توجيه ملكي، سواء من جهتي أو من جهتهم. هادي غلطت فيها ولم أميّز بكل صراحة، والآن لا أتصل بأي منهم إلا عندما يطلب مني جلالة الملك ذلك، وأعتقد أن الشيء نفسه يحدث من جهتهم. ماذا عن تشكيل الحكومة واختيار الوزراء؟ عندما تختار الوزراء تقوم بالممكن، وأنت لست وحدك، بل هناك أحزاب أخرى وهناك المستقلون. لا يمكنك أن تقول للأحزاب الأخرى أريد هذا أو ذاك، كل ما يمكنني هو رفض اقتراحاتهم. داخل حزبنا هناك طرق لاختيار الوزراء، ولا يمكنني القول إن كل وزراء الحزب كايجيوني على الكانة ديالي، لكن لاحظ أن حزب العدالة والتنمية يكاد يكون الوحيد الذي لا ينتقد فيه أحد اختياري للمرشحين للبرلمان أو الوزراء، الأمر يمرّ بطريقة ديمقراطية أكثر من الجهد ديالي أنا شخصيا… كرئيس للحكومة لا تختار وزراء حزبك فقط بل جميع الوزراء، ألا ترى أن الحكومة الحالية تضم عددا كبيرا من التقنوقراط مثلا؟ الذي يعيّن الحكومة هو جلالة الملك، باقتراح من رئيس الحكومة. هناك بعض المناصب قبل أن تقترح فيها على جلالة الملك يأتيك مقترح. وهناك وزراء أنا من أقترحهم، مثل السيد إدريس الضحاك والله شاهد، والسيد عبد اللطيف الوديي أنا من اقترحه، وإذا أصبحت رئيسا للحكومة مرة أخرى سأقترحه من جديد… تقصدهما معا أم الوديي فقط؟ علاش ماشي بجوج؟ هما وزيران ممتازان يشتغلان بشكل شبه مثالي، لماذا لا أقترحهما؟ في بعض الأحيان يأتيك مقترح يفيد بأن سيدنا بغا شي واحد، يلا بغيتي تقول لا عندك الحق… حصل ذلك؟ ربما لم يقع، كانت هناك حالة وزير الأوقاف ووزير الداخلية التي وصلني فيها اسم يريده جلالة الملك، وعندما سمعت اسم وزير الأوقاف جاتني ممتازة. في البداية كنت سأقترح مصطفى بنحمزة لكنه رفض، ثم أردت اقتراح الدكتور سعد الدين العثماني فرفض، وعندما جاءتني مستشارة جلالة الملك (يقصد الراحلة زليخة نصري) باسم التوفيق فرحت لأنه صديق ورجل مؤمن وصالح ومثقف، ما المشكل؟ أنا لم أفكر فيه في البداية لأنه قضى مدة طويلة، وقد يكون لديه إرهاق. عندما سمعت اسم حصاد لم أكن أعرفه شخصيا، التقينا في الديوان الملكي ولم أكن أعرفه، لكنني فرحت لأن سمعته طيبة، ومن نهار دخلنا للمسؤولية اصطدمنا بعض الشيء، لكنني أقدره بزاف بزاف، وأعتبره رجلا ناجحا بجميع المقاييس. ماذا تريدون؟ هناك نوع من التوافق… ماذا عن حالة وزير التعليم؟ في هذه الحالة اختلفنا، أنا كنت أريد الاحتفاظ بمحمد الوفا، وبعد أخذ ورد قيل لي اسم بلمختار، فقلت مزيان لأنه رجل معقول، لم نتفق حول بعض الأمور، وقمت بإعادة تأطيره بخصوصها…