يُعد سوق بندباب للدراجات النارية والهوائية المستعملة، الذي ينعقد كل يوم أحد بمدينة فاس، أحد أكبر أسواق الدراجات بنوعيها بالمغرب، إذ يتردد عليه، يوم انعقاده، المئات من التجار والزبناء من مختلف مناطق المغرب، ومن المدن والأقاليم القريبة من العاصمة العلمية على الخصوص. الدراجات..أنواع وأحجام تصطف، منذ الساعات الباكرة من يوم تنظيم هذا السوق، على مساحة شاسعة، مئات الدراجات النارية والهوائية متنوعة الأحجام والأشكال، ومختلفة "الماركات والموديلات"، منتظرة من يظفر بشرائها، سواء من التجار، الذين ينقلونها إلى مدن أخرى للتجارة فيها، أو من طرف الزبناء الذين يحوزونها لفترة قبل أن يعيدوا بيعها من جديد. ويعمد تجار سوق بندباب للدراجات إلى سلك أساليب متنوعة للترويج لبضاعتهم وجذب الزبائن، وذلك عبر الاستعانة بالوسطاء الذين يحاولون إقناع المشتري بجمالية الدراجة وجودة حالتها الميكانيكية، ويتميزون عن رواد السوق بستراتهم الصفراء. "أمارس هذه المهنة منذ وقت طويل، وهي مهنة يقتات منها المئات من تجار ووسطاء هذا السوق"، يوضح جواد كريم، تاجر دراجات نارية وعادية بسوق بندباب، مضيفا في تصريح لهسبريس: "هذه التجارة لا تخلو من بركة، تستوجب القناعة فقط..وكل يوم ورزقه". وأوضح متحدث هسبريس أن "انعقاد هذا السوق يوما واحدا يبقى غير كاف"، مؤكدا أن رواد هذا المرفق، الذي له صدى بمختلف ربوع المغرب، هم من جميع المدن، ومشيرا إلى أن الكاتب العمومي هو الذي يتحمل مسؤولية توثيق عقد البيع، ويبقى له حق رفض تدوين العقد إذا ما شك في وثائق الدراجة. كتاب عموميون بالمكان يتميز سوق بندباب للدراجات النارية والعادية المستعملة بتوفره على جميع العناصر اللازمة لإكمال صفقة البيع، من سماسرة، ومصلحي الدراجات، فضلا عن كتاب عموميين يوثقون عقد البيع بالمكان، ما يعفي البائع والمشتري من الذهاب إلى مصلحة تصحيح الإمضاءات لتوثيق صفقتهما. عبد الرحيم الطويل، الذي يتاجر بالسوق ذاته في مختلف أنواع الدراجات النارية والهوائية، أشار في تصريح لهسبريس إلى أن الإقبال على الدراجات المستعملة يتراجع خلال الفصول الباردة، مبرزا أن التجار أصبحوا يعانون من منافسة التجار "الهواة" الذين يفدون على السوق يوم الأحد للسمسرة في الدراجات النارية والهوائية، ومن بينهم موظفون. ما ذكره عبد الرحيم أكده التاجر عادل بلكبير، الذي أوضح للجريدة أن الدراجات ثلاثية العجلات من أكثر أنواع الدرجات التي تعرف إقبالا متزايدا بالسوق، مؤكدا أن تاجر الدراجات النارية في حاجة إلى الخبرة التقنية اللازمة بعالم الدراجات النارية، ومضيفا: "أهم ما يحتاجه السوق هو توفير الأمن لتشجيع الزبناء على الإقبال عليه". "الكتاب العموميون في هذا السوق لا يشتغلون إلا يوما واحدا في الأسبوع. ونحن نطالب السلطات بالترخيص لنا لعقد السوق يوم الأربعاء في المكان نفسه"، يوضح رشيد الزاير، الكاتب العمومي بسوق بندباب، الذي أشار إلى أن الإقبال يبقى مرتفعا على الدراجات الصينية مقارنة بالدراجات اليابانية والأوربية، نظرا لسعرها المناسب. السلطات "ترخص" لسوق الأربعاء من جانبه، أوضح إدريس منصف، رئيس جمعية الوفاء لكتاب وتجار ومهنيي قطاع الدرجات النارية والعادية بفاس، أن ما يميز سوق بندباب للدراجات النارية والهوائية "وجود تجار متخصصين في بيع أصناف معينة من الدراجات، منهم من لا يبيع إلا الدراجات اليابانية، ومنهم من لا يتاجر إلا في الدراجات الصينية أو في الأوربية أو الدراجات النارية ثلاثية العجلات". رئيس الجمعية ذاتها أكد، وهو يتحدث لهسبريس، أنه بعد "نضال" جمعيته تمكنت من الحصول على موافقة السلطات لعقد السوق أيضا يوم الأربعاء من كل أسبوع، موضحا أن تحقيق هذا المكسب من شأنه التخفيف من الاكتظاظ الذي كان يعرفه السوق يوم الأحد، وتسهيل عملية بيع الدراجات التي تحتاج إلى الترقيم وإلى إجراءات الفحص التقني. "ما يزيد عن 400 تاجر يوجدون في هذا السوق، وعدد الكتاب الذين يوثقون عقود البيع يزيد عن 40 كاتبا عموميا"، يوضح متحدث هسبريس، الذي أشار إلى أن إضافة يوم الأربعاء لانعقاد السوق من شأنه تحسين الأوضاع الاجتماعية لمختلف الفئات التي تشكل تجارة الدراجات النارية والعادية مصدر رزقها بمدينة فاس.