احتفالا بحلول الذكرى السبعين للمصادقة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، نظمت وزارة الدولة المكلفة بحقوق الإنسان والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وبنك المغرب وبريد المغرب لقاء من أجل تقديم قطعة نقدية وطابع بريدي بالمناسبة، فضلا عن تكريم الفاعليْن الحقوقييْن لطيفة الجبابدي والحبيب بلكوش، باعتبارهما مساهميْن في تعزيز قيم حقوق الإنسان خلال السنوات الماضية. واستُعرضت خلال اللقاء، الذي عقد اليوم بالعاصمة الرباط وعرف حضور كل من المستشار الملكي عبد اللطيف المانوني ووالي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري ورئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أمينة بوعياش وأمين بنجلون التويمي المدير العام لبريد المغرب ومصطفى الرميد وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان، الفئة النقدية الجديدة، التي تصل قيمتها إلى 250 درهما، تحمل في وجهها صورة الملك محمد السادس إلى جانب عبارتي محمد السادس والمملكة المغربية. وتضم القطعة، حسب شريط مصور، تاريخ إصدارها، ويتوسطها رسم للكرة الأرضية، مع عدد سنوات التوقيع على الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، صُنعت من مادتي الفضة والنحاس، تزن 28 غراما، ويصل قطرها إلى 38.61 ميليمترا، فيما طبعت منها 500 نسخة فقط لضمان قيمتها العالية، ووضعت رهن إشارة الزبناء بثمن يقدر ب550 درهما. وبخصوص الطابع البريدي الجديد، فيضم راية مغربية، ورقم 70 الذي يدل على عدد سنوات المصادقة على الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، فضلا عن رسم للكرة الأرضية، وتبلغ قيمته المالية 9 دراهم. إكرام الطايبي، رئيسة مصلحة الطوابع البريدية ببريد المغرب، قالت إن "تيمة حقوق الإنسان ليست بالجديدة على المؤسسة، حيث سبق أن تطرقت طوابع لمواضيع حقوق الطفل والمرأة والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن أخرى ناقشت الحق في التربية والتعليم والحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وهي معروضة اليوم بمناسبة الذكرى ال70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان". من جهتها، قالت أمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، إن "لقاء اليوم يحمل رسائل متعددة؛ أولاها الرسالة الملكية التي جددت التزام المغرب بمنظومة حقوق الإنسان، وثانيتها هو إعطاء الطابع السيادي للاحتفال عبر إخراج طابع بريدي وعملة نقدية، وهو ما يبرز الاختيار الأبدي للمغرب في تطوير خيار حقوق الإنسان". وأضافت بوعياش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الاحتفال كذلك عرف تكريم اسمين قدّما الكثير في مجال حقوق الإنسان، خصوصا لطيفة الجبابدي التي ناضلت من أجل المساواة، والتي تشكل مبدأ الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن اختيار حقوق الإنسان يتطور ويتجدد بشكل مستمر في المغرب". وفي السياق ذاته، شهد الحفل تكريم كل من لطيفة الجبابدي والحبيب بلكوش، الذي تعذر عليه الحضور لوجوده خارج المغرب، وتسلم جوائز التكريم إدريس بلماحي بدلا عنه، وهو ما تفاعل معه الحاضرون بقوة من خلال تصفيقاتهم للشهادات التي قدمت في حق الحقوقيين البارزين. وأوردت الجبابدي أن "التكريم هو تشريف وتكليف في الآن ذاته، حيث كلما حظي المرء بنوع من الاعتراف إلا وكان حافزا للمضي قدما لمواصلة الالتزام بالدفاع عن حقوق الإنسان"، مشددة على أن "الحركة الحقوقية والمجتمع المدني يلعبان دورا مهما جدا في مسار النهوض بحقوق الإنسان، من خلال كشف واقع حقوق الإنسان، واقتراح التشريعات". وأضافت الفاعلة الحقوقية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الحركة الحقوقية هي ضمير المجتمع، وبالتالي لا يمكن لأي تجربة أن تتقدم دون حركة حقوقية وازنة ويسمع لها"، مشيرة إلى أن "الرسالة الملكية حملت رسائل قوية جدا فيما يتعلق بالنهوض بالمساواة بين الجنسين، والعدالة الاجتماعية والحق في التنمية، وتشكل إبرازا لإرادة سياسية لصيانة حقوق الإنسان ببلادنا".