احتفى بريد المغرب بالذكرى المائوية للطابع البريدي المغربي، في ندوة دولية للطوابع البريدية، نظمها أمس الخميس بالرباط، حول موضوع "تاريخ ومستقبل الطابع البريدي". وشارك في هذا اللقاء، الذي يصادف الذكرى 120 لتأسيس بريد المغرب، مؤرخون بارزون، وهواة الطوابع، وخبراء عالميون لمناقشة تاريخ البريد المغربي والطوابع البريدية. وسلمت لبريد المغرب بهذه المناسبة ميدالية فضية، من قبل جان فرانسوا لوجيت، ممثل الاتحاد البريدي العالمي، كان حصل عليها في المباراة الدولية المنظمة بين المؤسسات البريدية على هامش المؤتمر البريدي العالمي بالدوحة، بين 24 شتنبر و15 أكتوبر 2012، تتويجا للإنجازات التي حققها في مجال الطوابع البريدية، كما جرى تكريم "الرقاص" محمد، الملقب ب"الهوا" تشبيها له بالهواء في سرعة تنقله خلال نقل الرسائل إلى أصحابها. وأعلن أمين بن جلون التويمي، المدير العام لبريد المغرب، في الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة، أن بريد المغرب أصدر ورقة تذكارية من طابعين بريديين، ولوحة تتكون من 12 طابعا بريديا تخليدا لهذه المناسبة. وتحمل الورقة التذكارية صورة السلطان مولاي الحسن الأول، مؤسس البريد المغربي المعاصر، وكذا الظهير التأسيسي في تلك الفترة، كما تجسد هذه الورقة "الرقاص" وهو يحمل "الشكارة"، فيما تضم اللوحة 12 طابعا بريديا، بينها 6 طوابع تمثل أختاما مع بصماتها، و6 طوابع بأختام دائرية مع بصماتها بألوان مختلفة. وأوضح التويمي أن الأختام المستعملة في هذا الإصدار تمثل مدينة طنجة، العاصمة الديبلوماسية للمغرب آنذاك، التي عرفت تأسيس أول مكتب بريدي أجنبي، كما شهدت ظهور مكاتب محلية. وأضاف التويمي أن الانطلاقة أعطيت لتخليد هذه الذكرى المائوية يوم 22 ماي 2012، بمرور 100 عام على إصدار أول طابع بريدي مغربي، مبرزا أن هذا الحدث تميز بإصدار خاص لطابعين بريديين سمعيين يحملان النشيد الوطني و"التبوريدة"، ما منح المغرب السبق العربي والإفريقي والمرتبة الثالثة عالميا في تصنيف الدول التي دمجت التكنولوجيات السمعية في الطوابع البريدية. من جهته، أشاد جان فرانسوا لوجيت، ممثل الاتحاد البريدي العالمي، بمجهودات بريد المغرب منذ تأسيسه في تطوير هذا المجال، والتي توجت بحصوله على ميدالية فضية، بعد مشاركته في مسابقة الطوابع البريدية التي نظمت على هامش المؤتمر البريدي العالمي المنعقد بالدوحة، تحت رعاية الاتحاد البريدي العالمي. وسبق هذا التتويج حصول المغرب على ميدالية برونزية سنة 2008، بعد مشاركته في المسابقة الدولية للطوابع البريدية المنظمة من طرف الاتحاد البريدي العالمي في بيرن، بسويسرا، بين 29 أكتوبر و5 نونبر 2008، وكذا ميدالية استحقاق سنة 1999 في إطار المعرض الدولي للطوابع البريدية "فليكس فرانس"، بمناسبة الذكرى 150 لإصدار أول طابع بريدي فرنسي. أما عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة، فوقف عند المراحل التي مر منها الطابع البريدي بالمغرب، مند عهد السلطان مولاي الحسن الأول سنة 1891، لما بلغ إلى علمه عزم بعض الأجانب إنشاء مكتب بريدي محلي يعمل بين الجديدة ومراكش، فأصدر أوامره من أجل إحداث مكتبين بريديين تجريبيين، قبل تعميم التجربة الناجحة على 13 مدينة. ورأت النور أول وحدة تؤمن نقل الرسائل بالمغرب يوم 22 نونبر 1892 بظهير للسلطان مولاي الحسن، نص على قواعد تنظيم واشتغال الإدارة البريدية، كما حدد الروابط البريدية بين عدد من المدن، مشيرا إلى أن "الرقاص" هو من ينقل الرسائل سيرا على الأقدام مسافات طويلة أو ركوبا على الدابة. وأضاف المريني أن الطابع البريدي المغربي ظهر يوم 22 ماي 1912، في عهد السلطان مولاي عبد الحفيظ، وكان يمثل الزاوية العيساوية لطنجة، ويحمل الوحدة النقدية المسماة آنذاك الموزونة، وكان عبارة عن ستة طوابع بريدية تحمل على واجهتها ألوانا وقيما مختلفة، مشيرا إلى أنه مع مجيء الحماية، قسمت الخدمة البريدية إلى منطقتين برمزين مختلفين. وأبرز مؤرخ المملكة أن أول إصلاح عميق عرفه البريد، كان من خلال إحداث مكاتب مهيكلة تقدم الخدمات البريدية والتلغرافية، خاضعة لسلطة المكتب الشريف للبريد والتلفون والتلغراف المحدث مجدد تحت الحماية. ومع استقلال المغرب سنة 1956، يضيف المريني، أحدث المغفور له جلالة الملك محمد الخامس وزارة البريد والتلفون والتلغراف، بدلا عن المكتب الشريف، ووضعت سياسة لتطوير القطاع. كما أصدر البريد المغربي سنة 1962 طوابع بريدية باللغتين الفرنسية والعربية، تحمل صورة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس بالعملة المغربية "الدرهم". وأشار إلى أن بريد المغرب واصل تطوره إلى أن أصبح سنة 2010 شركة مساهمة، حصل على إثرها تفريع خدماته المالية من خلال إنشاء بريد بنك.