تجدّدت المواجهات بين الرعاة الرحل وساكنة منطقة "إخولان" بالجماعة الترابية "هلالة"، في الدائرة الجبلية لاشتوكة آيت باها، بعد أن ألحق قطيع المواشي المملوك للرحل أضرارا بالمستغلات الزراعية للساكنة وبأشجار الأركان واللوز، ورفض الرحل مغادرة المنطقة رغم تدخّل السلطات المحلية والدركية، بحسب ما أفادت به الساكنة المحلية في اتصال بهسبريس. وكان ممثلو السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي بالمركز الترابي لآيت باها قد انتقلوا أول أمس إلى المنطقة التي شهدت المواجهات، في محاولة للتدخل من أجل الحيلولة دون وقوع اشتباكات أخرى دامية، كما أطلقت الساكنة نداءات لأبناء المنطقة من أجل مؤازرتها في ما تتعرض له من هجوم من طرف الرحل. عادل أداسكو، منسق تنسيقية سوس ماسة للدفاع عن أراضي الساكنة من الرعي الجائر والتحديد الغابوي والمعادن وانتشار الخنزير البري، قال في تصريح لهسبريس: "بعد التصعيد الذي شهدته منطقة سوس ونشوب مشاجرات دامية متكررة بين سكان المنطقة والرعاة الرحّل الوافدين عليها، التي يسفر معظمها عن سقوط عدد كبير من الجرحى والقتلى من ساكنة أدرار، إضافة إلي الأساليب التي أصبحنا نراها من قبيل اختطاف الشباب من طرف الرحل وتعذبيهم وتوثيق اعتداءاتهم ونشرها علي الأنترنيت، أصبحنا ملزمين بأن ندافع عن أنفسنا". وأضاف أداسكو، عضو لجنة الحوار مع الحكومة والمسؤولين بخصوص المشاكل سالفة الذكر، قائلا: "مرة أخرى، نرى غياب تدخل السلطة والدرك لمساعدة أصحاب الأراضي وتهرب كل من قائد المنطقة وأعوان السلطة، رغم ما سمعناه من وعود من طرف المسؤولين، بمن فيهم والي جهة سوس ماسة الذي عقدنا معه لقاء قبل نحو أسبوع". واعتبر المتحدّث ذاته أن "ساكنة أدرار أصبحت اليوم، أكثر من أي وقت مضى، مستعدة للدفاع عن أراضيها بكل الطرق، وإننا مرة أخرى ندعو السلطات إلى رفع الحيف عن سكان سوس، بعدما باتت تجاوزات الرعاة الرّحّل واقعاً يومياً يهدد أمنهم الشخصي والغذائي". الفاعل الجمعوي ذاته، وفي ظل استمرار هجومات الرعاة الرحل، يرى "استحالة تنزيل قانون المراعي 13.113، لأن الساكنة وبالإجماع ترفض أن تكون مراعي الرحل علي أراضيها، والدليل هذه التجاوزات التي تتفاقم يوما عن يوم"؛ إذ إن "إحداث المجالات الرعوية والمراعي الغابوية وتدبيرها وتهيئتها مكانه هو المناطق الصحراوية، لأن رعي القطعان والترحال الرعوي يجب ممارسته في إطار احترام حق ملكية الغير". ودعا المتحدّث إلى "تعاطي السلطات بصرامة مع الأفعال غير المشروعة التي يقترفها الرحل في حق سكان مناطق سوس، سواء استباحة الأراضي والمستغلات الزراعية، أو خلق جو من الترهيب والتخويف بين صفوف الساكنة المحلية، والاعتداءات الجسدية واللفظية والنفسية التي وصلت إلى حدّ الاختطاف والقتل".