خاض عدد من سكان الجماعة الترابية "تسكدلت"، الواقعة في الدائرة الجبلية لإقليم اشتوكة آيات باها، وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة، أمس الأحد، للتنديد ب"استمرار استباحة أراضيهم من طرف الرعاة الرحل وقطعان ماشيتهم. وردد المحتجون شعارات تطالب بتدخّل الجهات المسؤولة من أجل رفع الأضرار المتواصلة لقطعان الماشية على مستغلاتهم الزراعية وأشجار الأركان والموارد المائية، واستنكروا "زرع الخوف والهلع بين صفوف الساكنة من طرف الرحل"، وحملوا المسؤولية إلى السلطات المحلية والإقليمية "فيما ستؤول إليه الأوضاع". ومباشرة بعد انتهاء الوقفة الاحتجاجية، نشبت مواجهات وتراشق بالحجارة بين المحتجّين والرحل، وأفاد شهود عيان، في اتصال بهسبريس، بأن عدد الجرحى في صفوف ساكنة تسكدلت تجاوز عشرة مصابين، نُقل بعضهم إلى المستشفى لتلقي العلاجات. وأوردت المصادر ذاتها أن تعزيزات أمنية مكثفة وصلت إلى منطقة "الحلّات" بتسكدلت، من أجل التدخل لوقف المواجهات، مضيفة أن رحلا من مناطق أخرى في اشتوكة وتارودانت هبّوا إلى منطقة المواجهات من أجل مؤازرة نظرائهم خلال هذه الاشتباكات. عادل أداسكو، عضو لجنة الحوار مع رئيس الحكومة والمسؤولين الخاصة بالرعي الجائر وتحديد الملك الغابوي وانتشار الخنزير البري واستغلال المعادن، قال في تصريح لهسبريس إن "حالة من التسيُّب أصبح الرعاة الرحل بالمنطقة يتسببون فيها"، مضيفا أنه "بعد نجاح كل من مسيرة أكال في قلب العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، وقبلها وقفة الرباط، لاحظنا غياب الرعاة عن مناطق سوس". وزاد المتحدّث أنه "بعد اللقاءين الأخيرين مع كل من وزير الفلاحة ووالي جهة سوس، اللذين أكدنا خلالهما كلجنة الحوار مع المسؤولين رفضنا القاطع لقانون المراعي وعدم إمكانية تطبيقه علي مناطق سوس لاعتبارات عدة، تحاول السلطات إجبارنا علي قبول قانون المراعي الذي يوقد هذه المعارك، والتزامها الحياد وعدم التدخل في الوقت المناسب، وهذا شيء مفضوح".