نشبت مواجهات عنيفة، الليلة الماضية، بين عشرات المواطنين من ساكنة دوار تغرمان بقبيلة إدوسكا أوفلا، نواحي تارودانت، والرعاة الرحل، وسط مخاوف من أن تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة بعد شروع شباب من دواوير أخرى بالالتحاق بمكان المواجهات لمساندة السكان المنتفضين ضد الرعاة الرحل. ولم تسفر المواجهات بين السكان والرعاة الرحل عن وقوع جرحى لكنها مرشحة لمزيد من التصعيد، رغم حضور الدرك وقائد المنطقة؛ إذ انطلقت الدعوات من مجموعة على إحدى التطبيقات الإلكترونية لالتحاق أبناء المنطقة المقيمين في المدن بدوار تغرمان ومواجهة الرعاة الرحل إلى حين إجلائهم. ويطالب السكان المتضررون السلطات بالتدخل العاجل لإبعاد الرحل عن أراضيهم، تفاديا لاندلاع اصطدامات جديدة، خاصة في ظل عدم الأمان السائد في المنطقة، حيث أصبحت النساء يخشين من الذهاب إلى المراعي، ما دفعهن إلى خوض وقفة احتجاجية يوم أمس، رددن فيها شعار "أرْحَّال يمشي بحالو تيغرمان ماشي ديالو". وتلقت ساكنة دوار تغرمان وعدا من السلطات المحلية، ممثلة في رئيس دائرة إغرم وقائد منطقة أيت عبد الله، يوم أمس، بإبعاد الرعاة الرحل عن المنطقة، لكن محاولات عناصر الدرك دفع الرعاة إلى سحب قطعان إبلهم وأغنامهم لم تنجح، بحسب الناشط الجمعوي عادل أداسكو، الذي أشار إلى أنّ المواجهات بين السكان والرعاة الرحل استمرت إلى ساعة متأخرة من الليل.