احتشد المئات من ساكنة جبال وسهول سوس في وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان، مساء اليوم الجمعة بالرباط، وذلك لإيصال رسالة إلى المسؤولين بالعاصمة، وفي مقدمتهم رئيس الحكومة سعد الدين العثماني المتحدر من المنطقة الجبلية تافراوت بإقليم تيزنيت، بخصوص مشكل تحديد الملك الغابوي ومعضلة الرعاة الرحل. وطالب المحتجون من الحكومة وضع حد للوضعية الخطيرة التي أصبح يعيشها سكان هذه المناطق أمام الهجمات المتكررة لبعض الرعاة الرحل، كان آخرها ما تعرض له أحد سكان منطقة تارودانت على يد رعاة رحل، وقبله وفاة خمسيني بمنطقة ايت عبد الله ضواحي تارودانت بعد بتر يده. ورفع المحتجون صورا للضحايا تظهر رؤوسهم مهشمة والدماء تنزف، مرددين هتافات غاضبة تدعو الحكومة للتدخل من أجل توفير الحماية والأمن لساكنة سوس في ظل ما يتعرضون له، وذلك في وقفة دعت إليها عدة فعاليات أمازيغية من منطقة سوس. يُشار إلى أن أقاليم اشتوكة أيت باها وتزنيت وتارودانت وأكادير اداوثنان، تعرف سنويا مواجهات بين الساكنة والرعاة الرحل، بسبب الهجمات المتكررة على الأراضي، حيث يعمد مجموعة من الرعاة الرحل إلى استباحة المحاصيل الزراعية وأشجار اللوز والأركان والخروب والصبار التي تعتبر عصب الحياة للسكان، خاصة بالمناطق النائية والجبلية. الهجمات تتسبب في احتقان كبير بين الجانبين، كان أخطرها ما وقع بالجماعة التربية بلفاع بإقليم شتوكة ايت بها منتصف السنة المنصرمة، حين وقعت مواجهات لبين الساكنة والرعاة، وانتهت بتدخل الدرك الملكي والقوات المساعدة والسلطات المحلية، ودام الاحتقان أسابيع.