يعيش المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة غليانا كبيرا هذه الأيام بسبب الخلافات الدائرة بين بعض أعضائه والأمين العام حكيم بنشماش، ما دفع البعض إلى مقاطعة الاجتماعات والتلويح بالاستقالة. وكشفت مصادر هسبريس، من داخل المكتب السياسي ذاته، أن بعض الوجوه البارزة في الحزب لازالت تعبر عن غضبها من الأمين العام ل"التراكتور"، إذ تقاطع اجتماعاته وترفض حضورها رغم الوساطات التي تتم هذه الأيام لرأب الصدع. وأكدت مصادر الجريدة أن القيادية البارزة فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني ل"البام"، لازالت تقاطع اجتماعات المكتب السياسي، احتجاجا على طريقة تدبير بنشماش للحزب. وأوضحت المصادر نفسها أن أحمد اخشيشن، رئيس جهة مراكشآسفي، مستاء بدوره من بنشماش، رئيس الغرفة الثانية، إذ عبر عن ذلك لبعض مقربيه. ورغم المحاولات الجارية من طرف بنشماش لرأب الصدع في صفوف حزبه، إلا أن عددا من الأعضاء لازالوا متذمرين منه بسبب "القرارات الانفرادية" التي يتخذها، ملوحين بالتصعيد ضده. وأكد عبد اللطيف وهبي، القيادي في المكتب السياسي للحزب، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، مقاطعته اجتماعات التنظيم، بدعوى "استمرار المنطق نفسه في التدبير من طرف الأمين العام بنشماش". وأوضح البرلماني وهبي ضمن تصريحه: "طالما أن المشاكل لم تحل، وطالما توجد الممارسات نفسها والسلوك نفسه فَلاَ يمكن العودة إلى اجتماعات الحزب"، وزاد: "في حال ما لم يتم وضع حد لهذا الأمر قبل يناير المقبل فسأغادر القيادة". واستغرب البرلماني عبد اللطيف وهبي إقدام حزبه على الرد على التصريح الذي أدلى به في قضية البرلماني عبد العالي حامي الدين وملف "آيت الجيد"، قائلا: "هل صرت عبدا معبودا للحزب؟ ندلي بتصريحات كمحامين ويجيبون عبر الناطقة الرسمية". ويعمل بنشماش هذه الأيام حسب مصادر من المكتب السياسي على محاولة رأب الصدع بعدما أحس بتزايد الضغط عليه، وتهديد العديد من القيادات بالاستقالة من "الجرار"، إذ تحدثت مصادر الجريدة عن كونه تراجع عن قرار تجريد بعض الأعضاء من عضويتهم وتجميد عضوية آخرين. ويعيش "حزب الجرار" منذ أسابيع على وقع خلافات حادة بين القيادة، ممثلة في حكيم بنشماش، وعدد من الأعضاء بالمجلس الوطني والمكتب السياسي ورؤساء جماعات؛ وذلك عقب الاجتماع الذي دعا إليه الأمين العام مع رؤساء الجماعات الترابية المنتمين إلى الحزب للوقوف على المشاكل التنظيمية التي تواجههم أثناء تأديتهم لمهامهم، إلا أن اللقاء عرف مقاطعة واسعة لعدد من المسؤولين "الباميين". ووجه مسؤولون جهويون ومحليون بجهة سوس ماسة انتقادات شديدة إلى طريقة تدبير الأمين العام للحزب للأوضاع الداخلية التنظيمية والسياسية منذ وصوله إلى الرئاسة، خلفاً لإلياس العماري، مؤكدين أن "الوضعية التنظيمية والسياسية السيئة للحزب باتت تطرح إشكالات عميقة وذات أبعاد خطيرة جدا، إذ أصبحت تغيب الحزب تنظيميا وسياسيا على المستوى الوطني".