خيم غياب القياديين عبد اللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري على اجتماع المكتبين الفدرالي والسياسي لحزب الأصالة والمعاصرة الذي عقد صبيحة اليوم بالعاصمة الرباط؛ إذ تعذر حضور رئيسة المجلس الوطني للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، بسبب المرض، حسب ما أعلن عنه حكيم بنشماش، الأمين العام للحزب، فيما قاطع البرلماني وهبي الاجتماع، وفق ما أسرت به مصادر لجريدة هسبريس الإلكترونية. بنشماش أكد في كلمته الافتتاحية أن "اجتماع اليوم مهم وحاسم في تاريخ الحزب، ليس فقط لأنه الأول من نوعه، بل لوجود آمال عريضة لدى قيادات التنظيم من أجل الخروج بمواقف موحدة بخصوص الأزمة القائمة"، مشيرا إلى أنه متفق مع العديد من وجهات النظر التي ترى أن هناك شيئا ما ليس على ما يرام داخل الPAM، لكن لا يمكن بأي شكل من الأشكال اعتباره أزمة خانقة يستعصي حلها". وأضاف بنشماش أن "هناك اختلافات في التقدير تصدُر بشكل حاد، ومن حق الجميع التعبير مادام الحزب بعيدا عن الثكنات العسكرية، وثقافة الشيخ والمريد التي تسود الواقع الحزبي المغربي"، وطالب ب"التعقل والترفع عن الحسابات الضيقة، بحكم أن الحزب هو نتاج إحدى أنبل المبادرات في تاريخ المغرب المعاصر، وهي حركة لكل الديمقراطيين". وأبرز الأمين العام ل"حزب الجرار" أنه "محبط إزاء عوامل التشاؤم الكثيرة" المحيطة به، و"لكنها لا تمنع من إبداء المقدرة التامة على تجاوزها والالتفاف على تعاقد جماعي معلن"، مجددا نيته العمل بشكل صادق لمواصلة المشوار الذي انطلق منذ 10 سنوات. وأوضح بنشماش الذي بدى متأثرا بسيل الانتقادات التي وجهت إليه في الآونة الأخيرة، أنه يدرك شعور "الباميين" بالملل إزاء وعوده الدائمة، لكنه لا يريد سوى الخير لمستقبل الحزب، مشيرا إلى أن "هناك العديدين ممن يرجون انهيار البام، لكن الحزب لن يضمحل مادام يمثل حاجة مجتمعية ملحة". وأردف بنشماش أن "الباميين عليهم التحلي بروح وحدوية ونفس وطني، لأن حزبهم ليس تنظيما انتخابيا أو بائعا للأوهام، خصوصا وأن البلد يعيش حالة احتقان كبيرة ويشهد تعطيلا لتقدمه رغم الإمكانيات الكبيرة المتاحة"، لافتا إلى أن "الاجتماع عليه الخروج برسالة مفادها أن الحزب مازال قادرا على العودة". واقترح الأمين العام ل"البام" مبادرة تحت مسمى "احتواء الأزمة"، جاءت نتيجة مشاورات مع المجلس الوطني للحزب والعديد من القيادات، من قبيل أحمد اخشيشن ومصطفى بكوري والمهدي بن سعيد وغيرهم، مشددا على أن "الحزب أكبر من الأشخاص وقادر على استيعاب طموحات الجميع". وأضاف بنشماش أن "الباميين عليهم أن يدركوا أن الحزب قادر على استعادة المبادرة"، وطالب ب"وقف معارك الاستنزاف الذاتي، والكف عن التراشق الإعلامي، والامتناع عن التشكيك في مصداقية مؤسسات الحزب وتحويلها إلى منصات لمناقشة الأمور الداخلية حقيقة، عوض التداول فيها خارجا، فضلا عن إيقاف عقد لقاءات جهوية لمناصرة طرف على طرف".