اقترح حكيم بنشماش الأمين العام لحزب “الأصالة والمعاصرة” مشروع مبادرة جديدة لاحتواء الأزمة التي يمر منها الحزب، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد المكتب السياسي والفدرالي “للبام”، اليوم السبت بالرباط والذي سيستمر إلى يوم غد الأحد. وقال بنشماش إن هذه المبادرة هي نتاج مشاورات ونقاشات عديدة، وثمرة عمل جماعي مع رئاسة المجلس الوطني وأناس تجمعهم الغيرة الكبيرة على الحزب، ومنهم أحمد اخشيشن، ومصطفى الباكوري، والمهدي بنسعيد وآخرون. وأضاف بنشماش “على كل واحد فينا أن يساهم في الوصول إلى حل وليس التعليق فقط على الأزمة الموجودة”. وتتأسس المبادرة التي اقترحها بنشماش على مجموعة من المنطلقات، أهمها أن الحزب أهم من الأشخاص والطموحات، وأنه لايزال يمتلك الفرصة لاستعادة المبادرة وتبوأ موقع الريادة. وأبرز بنمشاش أن هناك حاجة ملحة ومستعجلة لوقف التراشق الاعلامي ومعارك التدمير الذاتي، ومعارك الاستنزاف الداخلي للحزب، وهذه خطوات مهمة من أجل تعزيز الثقة داخل الحزب، على حد قوله. ودعا بنشماش إلى التوقف عن ما أسماه عقد اجتماعات الحشد، والامتناع عن الخوض في الأمور الخلافية في “الزنقة” بل معالجتها داخل مؤسسات الحزب، والتوقف أيضا عن التشكيك في شرعية مؤسسات الحزب، وعلى رأسها المكتب السياسي الذي صوت عليه الجميع. وشدد الأمين العام لحزب “الجرار” أنه يتعامل بروح إيجابية مع أي اقتراحات لتقوية المكتب السياسي للحزب ومنها ملء المقاعد الشاغرة فيه، لأن الدورة الاستثنائية التي عقدها الحزب منحت لأمينه العام حق اختيار سبعة أعضاء في المكتب، وهو اختار أربعة أسماء، ولازالت هناك ثلاثة أسماء دعا أعضاء الحزب لاقتراحها. كما اقترح بنشماش على أحمد اخشيش الذي حضر اللقاء، في حين غابت عنه فاطمة الزهراء المنصوري رئيسة المجلس الوطني للحزب لأسباب صحية، كما غاب عنه أيضا عبد اللطيف وهبي الذي كان من أشرس المنتقدين لبنشماش، أن يكون اخشيشن أمينا عاما بالنيابة حتى انعقاد المؤتمر الوطني المقبل. وأضاف بنشماش أنه ينتظر اقتراحات لتطعيم المكتب الفدرالي بكفاءات جديدة، داعيا إلى الكف عن الدعوة إلى مؤتمر استثنائي لأن المؤتمر الوطني الرابع لا يفصل عنه الشيء الكثير (سينعقد في يناير 2020). وأكمل بنشماش حديثه بالقول :” ليس هناك تعاقد في الصالونات بل تعاقد مكتوب، وأنا لست بغرض التشبث بالمناصب ولا أخطط كما يروج البعض على الاستحواذ على الحزب”. وأوضح بنشماش أن دورة المجلس الوطني للحزب التي ستنعقد في أبريل المقبل ستبدأ فيها التحضيرات للمؤتمر الوطني الذي سيكون في أجندته أولوية قصوى هي انتخابات 2021، لأن الحزب يحتاج إلى “جيش عرمرم من المرشحين لتغطية جميع الدوائر والاستعداد للانتخابات الجماعية، والتشريعية وانتخابات غرف الأقاليم والجهات”. واقترح بنشماش أن يتم تقديم المؤتمر الوطني للحزب شهر أو شهرين، وأن يبعث الحزب من خلاله رسالة مفادها أنه قوي وملتف على نفسه.