يبدو أن متاعب حزب الأصالة والمعاصرة لن تنتهي، فمنذ تولي حكيم بنشماش قيادة الحزب، والأخير يعيش على وقع صراعات داخلية بين قيادته، حيث هدد كل من عبداللطيف وهبي وفاطمة المنصوري وقياديين آخرين تقديم استقالتهم، إذا استمر الأمين العام في طريقة تدبيره للحزب ونقضه للالتزامته. وهبي، وخلال حديثه ل”أخبار اليوم”، أكد أن لجنة الوساطة التي يقودها كل من أحمد اخشيشن ومصطفى الباكوري وأعضاء آخرين لم تتوصل إلى حل للأزمة، إذ لازالت تستمع للأطراف، حيث استمعت مؤخرا لفاطمة الزهراء المنصوري، لكن لازال الوضع على ما هو عليه، يقول وهبي. في هذا الصدد لازال أعضاء من المكتب السياسي الرافضين لسياسة بنشماش، يقاطعون اجتماعاته ويرفضون الحضور، حيث قال وهبي: “إذا لم يتغير الوضع وطريقة الأمين العام في تسيير الحزب، فلن يعود لاجتماعات الحزب”، ملوحا بتقديم استقالته إذا لم تنجح الوساطات التي تتم هذه الأيام لرأب الصدع بين قيادات الحزب. مصدر من داخل الحزب قال في حديثه ل”أخبار اليوم”، إن بنشماش يعمل على قدم وساق لحل الخلاف بينه وبين أعضاء المكتب السياسي وعدد من رؤساء الجماعات، حيث تراجع الأخير عن عدد من الإعفاءات وتجميد عضوية أعضاء المكاتب الجهوية، مضيفا أن “بنشماش أبدى استعداده للجلوس إلى كل المتذمرين من طريقة تسييره وتدبيره للحزب ووضع سياسة داخلية يساهم فيها الكل للمحافظة على وحدة الحزب”. للإشارة، يمر حزب الأصالة والمعاصرة منذ أسابيع بأزمة تنظيمية حادة، بسبب عدم رضا عدد من القيادات عن الطريقة التي يدبر بها الأمين العام الحزب منذ تبوئه القيادة، وقد برز هذا الخلاف من خلال بيان منسقي الحزب محليين، والعديد من مسؤولي حزب الأصالة والمعاصرة بجهة سوس ماسة، والذين عبروا عن سخطهم من “الوضعية التنظيمية والسياسية السيئة للحزب، التي باتت تطرح إشكالات عميقة وذات أبعاد خطيرة جدا، والتي غيّبت الحزب تنظيميا وسياسيا على المستوى الوطني”. كما كانت قد قاطعت رئيسة المجلس الوطني للحزب، فاطمة الزهراء المنصوري، إلى جانب قياديين بارزين وعشرات المنتخبين لقاء تواصليا ترأسه بنشماش بأحد فنادق مراكش، والذي كان مخصصا لتداول قضايا تنظيمية.