من لم يشبع هذا اليوم لن يشبع طيلة السنة " "" لا يعرف جياع المغاربة من هو "شيشنق" ، وكيف اعتلى عرش الفراعنة قبل آلاف السنين ، وكيف أن بعض الكتابات التاريخية تجعل من يوم انتصاره يوما لتاريخ الأمازيغ ويوم احتفالهم بما يسمى اليوم "حاكوزة" أو "الناير"،لا يهم إن احتفل "الملك العظيم شيشنق "الذي حكم المملكة رقم 22 المصرية بأيام نصره طيلة أيام 12 13 14 يناير ، قبل 2958 سنة كل ما يهمنا نحن جياع المغاربة أن نشبع في هذا اليوم ، فقد سمعنا بالتواتر أن من لم يشبع اليوم لن يشبع طيلة السنة" ،فأملنا نحن جياع المغاربة أن نشبع ليوم واحد يغنينا طيلة أيام السنة ، ويجعلنا لا نفكر في مصاريف واحتياجات السنة التي تدوم 365 يوما كل يوم مقداره شهر مما يعد الأغنياء . عادة وعيد "الناير" ، أو "حاكوزة" ، حسب بعض الروايات مرتبطة أساسا بالموضوع الفلاحي ، بحيث ان الزمن الذي نحتفل فيه ب"الناير "يكون في منتصف شهر يناير ، ويرد البعض هذا الاحتفال في هذا التوقيت انه يأتي في نهاية فصل الخريف ، وفصل الخريف يعني فصل نضج جل الثمار التي تنضج بشكل طبيعي وليس اصطناعي ، ولهذا فان الناير يعني الاحتفال بنضج كل الثمار ... لكن الأمر عندنا نحن الجياع لم يعد يتعلق بنهاية موسم وبداية موسم آخر ،أو بنضج ثمار أو جني أخرى مادمنا لا تعنينا الثمار المختلفة في شيء منذ زمن ، وأصبح أهم همومنا أن نتدبر قفة بسيطة تتكون من علبة شاي وقالب سكر وعلبة حليب إن أمكن وقطعة خبز ،ولأننا نحب التقليد دوما فلا يمكن أن يفلت احتفال الافرنجه بأعيادهم دون فرح منا ، فالديك الرومي "بيبي " الذي يفاخرون بأكله رأس السنة الميلادية ، نحاول نحن أن نسرقه في "الناير" ،لأن "من ذبح ديكا روميا كان كمن ذبح جملا أو عجلا يوم العيد الكبير ، ومن ذبح ديكا كان كمن ذبح كبشا أقرن، ومن ذبح دجاجة كان كمن ذبح شاة أو نعجة" ،ولا نكتفي بذبح الدواجن بل كل واحد منا له بيضة يفاخر بها ،فمن اكتفى بالدواجن يوم "حاكوزة" دون بيض كان كمن احتفل بعيد الأضحى دون ملابس جديدة". وسرقة الدواجن في هذا اليوم لا ضير فيها مادامت الغاية أن يشبع الإنسان يوما يقيه جوع الحول بأكمله ،لذلك ترى النسوة في المداشر والقرى لا يلقين بالا عندما تسرق منهم الديوك والدجاجات ،بل تكون لإحداهن سبة وشتيمة أن تتحدث عن سرقة ديوكها ودجاجها يوم "حاكوزة " . تتحدث الروايات الرسمية عن احتفال المغاربة ب "حاكوزة "كأنها تتحدث عن احتفال الفرس بعيد النيروز قديما ، "يحتفل المغرب بالسنة الجديدة للموسم الفلاحي. ففي كل سنة نحتفل بحلول الموسم الفلاحي الجديد حيت نطلق على هذه المناسبة باللغة الدارجة المغربية باسم " حاكوزة " وتعني الاحتفال بالعام الجديد والتي تصادف يوم 13 يناير ففي هذا اليوم يتوجه جميع المغاربة للأسواق لشراء الدجاج والبيض وكل ما يحتاجونه من لوازم للبيت حيت تمتلئ الأسواق بالباعة الذين يعرضون شتى أنواع الطيور والبيض.... وفي هذه المناسبة يرتفع ثمن الدجاج .... لأن كل العائلات تتوجه إلى الأسواق المحلية ولا تستطيع أن تتصوروا مدى الفرحة التي تعم البيوت بهذه المناسبة " . ويستمر التعريف الماكر دون الحديث عن إطعام ذوي المتربة في يوم يقيهم مسغبة السنة ""وحين يحل المساء يقوم الآباء بذبح الدجاج وتحضيره لطهي بينما تقوم النساء بعجن الرغائف من الدقيق ووضع الدجاج يطهو مع البصل والطماطم واللوز والتين .... بعد ذلك يقومون بخلطه مع الرغائف التي تقطع إلى أجزاء صغيرة و بعد صلاة العشاء مباشرة تزين الموائد بشتى المأكولات ..... فيتقدم الرب العائلة بالأكل أولا ثم يليه جميع أفراد العائلة احتراما له ." تصنع ربة البيت ما شاءت اليوم المهم أن نشبع نحن ،قد يكون كسكسا بسبع خضر،أو تريدا يسمى "حميس "بمناطق أخرى،أو مرقا ،لكن المهم يبقى أن يشبع الصغار والكبار في يوم واحد أو سيبقون جياع لسنة كاملة .