علمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن "جامعة لورين" بفرنسا قررت منح الدكتوراه الفخرية للباحثة المغربية ليلى المسعودي، أستاذة التعليم العالي بجامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، بفضل إسهاماتها الرائدة في توسيع دائرة اللسانيات الاجتماعية على الصعيد العالمي؛ علما أنها أول باحثة أكاديمية تمنح هذا اللقب التكريمي في تخصص العلوم الاجتماعية والإنسانية عبر تاريخ الجامعة. وأفادت مصادر مطلعة من داخل "جامعة لورين" الفرنسية بأن حفل تسليم الدكتوراه الفخرية لفائدة أستاذة اللغويات بقسم اللغة والآداب الفرنسية بجامعة ابن طفيل سيكون في مدينة "ميتز" الواقعة في الجهة الشمالية الشرقية من فرنسا، يوم 10 دجنبر المقبل، حيث سيتم عزف النشيد الوطني المغربي، وستمنح هذا اللقب الأكاديمي التكريمي بحضور رئيس أكاديمية لورين ورؤساء الجامعات وجميع الهيئات الإدارية التي تشتغل بالجامعة. وحسب مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية بجامعة لورين فإن الدكتوراه الفخرية تُعطى لشخصيات أنتجت بحوثا علمية منتشرة على الصعيد العالمي، مؤكدة أن الجامعة تراعي مسألة مهمة تتمثل في مدى التأثير الذي تحدثه هذه الشخصيات، بخصوص تطور البحوث العلمية خارج البلدان التي ينتمون إليها، مبرزة أن الجامعة تمنح شهادتين للدكتوراه الفخرية كل سنة، وتوجه بشكل أساسي لفائدة الباحثين الأجانب الذين يدرسون في الجامعات الوطنية والدولية. وأكدت المصادر نفسها أن طريقة التقديم للدكتوراه الفخرية ليست بالسهلة، إذ يجب على الأستاذ أو الأستاذة المعنية أن يقدموا ملفات ترشيحهم بجامعة لورين، وفي حالة قبولها يتم الانتقال إلى المرحلة الصعبة، المتمثلة في الدفاع عن ملف الترشيح أمام اللجنة الأكاديمية التي تعيّنها الجامعة، مشددة على أن عشرات الأساتذة الجامعيين لم يحصلوا على هذا اللقب الأكاديمي، رغم إسهاماتهم العلمية والمعرفية. وأبرزت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن هذه الدكتوراه الفخرية التي ستمنح للأستاذة الجامعية ليلى المسعودي تعد بمثابة اعتراف للمرأة والعلوم الإنسانية والاجتماعية بالمغرب، مشيرة إلى أنها الوحيدة التي ستمنح ها هذا اللقب في مجال اللسانيات، إذ أسهمت في تكوين أجيال من الأطر والباحثين الذين يشغلون العديد من المناصب المهمة عبر العالم. وفي هذا الصدد، قال الدكتور إدريس أبلالي، منسق ماجستير لسانيات النص والخطاب بجامعة "لورين"، إن "شهادة الدكتوراه الفخرية التي أنشئت سنة 1918 تعد من أعرق الألقاب التي تمنحها الجامعات الفرنسية، من أجل تكريم الشخصيات الأجنبية بسبب أعمالها الفكرية على الصعيد العالمي، وكذلك خدماتها المتميزة التي قدمتها في مجالات الأدب والفن والعلوم". وأضاف أبلالي، الذي يصنف ضمن الكفاءات المغربية الواعدة في مجال اللسانيات والسيميائية، أن "الباحثين الحاصلين على هذا اللقب التكريمي هم شهود على الاهتمام المستمر بتدويل البحث والتدريس، بالإضافة إلى الرغبة في تطوير مستوى التعليم العالي"، مبرزا أن "ليلى المسعودي تعتبر اختصاصية في علم اللسانيات الاجتماعية، كما أنها حاملة لمشاريع بحثية عدة ذات بعد وطني ودولي، لها انعكاسات اجتماعية لا يمكن إنكارها". وأردف المتحدث، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية: "لقد صارت شخصية أساسية في علم اللسانيات الاجتماعية الحضرية في علاقتها مع الثقافات وثنائية اللغة والفرنكوفونية، كما تستند أكثر تحديدا في مساهماتها الرئيسية إلى نهج اجتماعي لغوي ميداني، وكذلك التراث الثقافي الشفهي المتعلق بالحكايات والأمثال وأقوال الحكمة الشعبية المغربية التقليدية". وأوضح المتحدث ذاته أنه "من قدم ملف الدكتورة ليلى المسعودي في الجامعة، حيث دافع عنه في جميع المراحل، بدءا من وضع ملف الترشيح في المديرية والمختبر، مرورا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وصولا إلى القطب العلمي، وأخيرا أمام المجلس العلمي للجامعة والرئاسة". ويشار إلى أن الدكتور إدريس أبلالي، الذي اقترح الباحثة الجامعية ليلى المسعودي لنيل شهادة الدكتوراه الفخرية، حصل على الإجازة الأساسية في اللغة والآداب الفرنسية من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، ثم دبلوم الدراسات المعمقة وشهادة الدكتوراه في "جامعة باريس 10" بمدينة "نانتير" غرب باريس، كما درس لمدة عشر سنوات في جامعة "فرانش كونتيه" الفرنسية كأستاذ محاضر، ليتم تعيينه في جامعة "لورين" سنة 2012 كأستاذ الدرجة الأولى من أجل تنسيق شؤون الماجستير وقيادة إحدى فرق البحث. جدير بالذكر أن الدكتورة ليلى المسعودي حصلت على شهادة الباكالوريا سنة 1968، وحازت دبلوم المدرسة العليا للأساتذة بالرباط سنة 1972، وحصلت على الإجازة الأساسية في الآداب الفرنسية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالعاصمة سنة 1972، وحصلت أيضا على شهادة الكفاءة المهنية للتدريس بالتعليم الثانوي سنة 1974؛ وبدأت مشوارها العلمي من جامعة "بول فاليري" بمدينة مونبلييه الفرنسية، حيث حصلت على شهادة الماجستير في اللسانيات العامة سنة 1975، ثم شهادة الدراسات المعمقة من الجامعة نفسها، وكذلك دكتوراه السلك الثالث في تخصص اللسانيات العامة والتطبيقية من جامعة "باريس ديكارت" سنة 1979، لتتوج مسارها الأكاديمي بالحصول على دكتوراه الدولة سنة 1990..وتتمحور أبحاثها العلمية في مجالات عدة، منها اللسانيات العامة والصناعة المعجمية واللسانيات الاجتماعية التطبيقية، فضلا عن الآداب والثقافة الشفوية واللسانيات الاجتماعية الحضرية وغيرها من التخصصات الأكاديمية.