حصلت ليلى المسعودي، أستاذة التعليم العالي في جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، على الدكتوراه الفخرية في إطار حفل تكريمي خُصّص لتوزيع هذا اللقب الأكاديمي على شخصيات عديدة في مجالات بحثية مختلفة، الاثنين الماضي، داخل أسوار جامعة "لورين" الفرنسية. وقد افتتح الحفل التكريمي، جاك والتر، رئيس المركز البحثي حول الوساطة، الذي أعرب عن سعادته البالغة بمَنْح الدكتوراه الفخرية للباحثة المغربية في علم اللسانيات الاجتماعية. كما عرّج على أهمية الجامعات المغربية، بفضل مساهمتها في إنتاج نخب أسهمت في تطوير البحوث على الصعيد العالمي. وتحدث رئيس جامعة لورين، خلال مداخلته، عن أهمية التعاون مع بلدان الجنوب في ميدان البحث العلمي، مبرزا أهمية الأعمال الأكاديمية التي يقوم بها خريجو هذه الجامعات، لا سيما في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، مشددا على ضرورة تعزيز التعاون مع المملكة في مختلف المجالات. فلورنس روبين، رئيس أكاديمية "نانسي ميتز"، قالت: "نفتخر بمنح الدكتوراه الفخرية لامرأة مغربية، كانت تدعو إلى تعزيز العلاقات مع دول الجنوب بشكل دائم، علما أن الطلاب المغاربة يحتلّون المرتبة الأولى من حيث أعداد الطلاب الأجانب الموجودين بفرنسا، إذ يُقدّر عددهم ب 38 ألف طالب في السنة، متبوعين بالطلاب الصينيين". من جهته، أوضح الدكتور إدريس أبلالي، منسق ماجستير لسانيات النص والخطاب بجامعة لورين، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "منح شهادة الدكتوراه الفخرية أمر فريد من نوعه واستثنائي للغاية، باعتبار أن كل تقليد يبدأ من أول مرة، لذلك فإن جامعة لورين سارت على هذا النهج". وأردف أبلالي، الذي كان يتحدث خلال الحفل الذي حضره وفد يُمثل جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، يترأسه عز الدين الميداوي، رئيس الجامعة، "شهدت سنة 2018 تكريم امرأتين، حيث تم منحهما شهادة فخرية لأول مرة في تاريخ الجامعة، من أصل 19 دكتوراه فخرية سُلّمت لباقي الباحثين الآخرين"، داعيا إلى تكريس هذا العُرف الجديد، من خلال منح هذا اللقب الأكاديمي التشريفي للنساء في المحطات المقبلة. وأبرز أبلالي، الذي يُصنف ضمن الكفاءات المغربية الواعدة في مجال اللسانيات والسيميائيات، أن "ليلى المسعودي تُعد من الكفاءات القليلة التي أسهمت في إنتاج وتطوير الأبحاث في مجال تخصصها، ليس في المغرب فقط، وإنما داخل المغرب الكبير ككل"، مشيرا إلى أنها ترأست مختبر "اللغة والمجتمع" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة القنيطرة، خلال سنوات عدة، أسهمت من خلاله في إنجاز أبحاث علمية نُشرت باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية، كما عقدت العديد من الشراكات مع جامعات أجنبية. وختم المتحدث ذاته تصريحه بالقول: "أشرفت المسعودي على تأطير أزيد من ثلاثين أطروحة، بما فيها أطروحات نيل دكتوراه الدولة؛ الأمر جعلها شخصية معروفة في علم اللسانيات الاجتماعية الحضرية، في علاقتها مع الثقافات وثنائية اللغة والفرنكوفونية". جدير بالذكر أن الدكتورة ليلى المسعودي حصلت على شهادة الباكالوريا سنة 1968، وحازت دبلوم المدرسة العليا للأساتذة بالرباط سنة 1972، وحصلت على الإجازة الأساسية في الآداب الفرنسية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالعاصمة سنة 1972، وحصلت أيضا على شهادة الكفاءة المهنية للتدريس بالتعليم الثانوي سنة 1974؛ وبدأت مشوارها العلمي من جامعة "بول فاليري" بمدينة مونبلييه الفرنسية، حيث حصلت على شهادة الماجستير في اللسانيات العامة سنة 1975، ثم شهادة الدراسات المعمقة من الجامعة نفسها، وكذلك دكتوراه السلك الثالث في تخصص اللسانيات العامة والتطبيقية من جامعة "باريس ديكارت" سنة 1979، لتتوج مسارها الأكاديمي بالحصول على دكتوراه الدولة سنة 1990. وتتمحور أبحاثها العلمية في مجالات عدة؛ منها اللسانيات العامة والصناعة المعجمية واللسانيات الاجتماعية التطبيقية، فضلا عن الآداب والثقافة الشفوية واللسانيات الاجتماعية الحضرية وغيرها من التخصصات الأكاديمية.