عندما تنهار المعايير والمقاييس يصبح القبيح جميلا والجميل قبيحا، ويصبح الديمقراطي دكتاتورا والذي لا يعرف معنى البلدية ديمقراطيا، ويصبح الجلاد الأمي دكتورا فخريا، وهذه حال محمد عبد العزيز المراكشي مع جامعة لوقس بولاية كولومبياالأمريكية، حيث منحته الدكتوراه الفخرية، وأي دكتوراه؟ إنها دكتوراه في حقوق الإنسان، وهو أمر مضحك مبك في الآن، حيث يتم تمييع هذا النوع من الدكتوراه حيث تمنحها بعض الجامعات العريقة لشخصيات قدمت خدمات للإنسانية. لكن لما تسمع بلائحة الحاصلين على الدكتوراه الفخرية من هذه الجامعة يزول عجبك. فدكتاتور ألمانيا، الذي وصل عبر صناديق الاقتراع مستشارا وأصبح فوهررا آدولف هيتلر، وقائد المذابح العراقية من حلبجة إلى البصرة إلى تكريت صدام حسين ومعمر القذافي وآرييل شارون منحتهم هذه الجامعة دكتوراه فخرية.
فالدكتوراه الفخرية لها أيضا تخصصات، وتقدم وفقا للخدمات التي قدمها الشخص للبشرية في مجال من المجالات، وتكون وفق معايير الجدية والتضحية، وهي تعويض عن ضياع الزمن وانفلاته من بين أصابع الشخص الذي لا يجد الوقت للاستمرار في التعلم خدمة للبشرية فتمنح له هذه الدكتوراه.
فلننظر لماذا استحق عبد العزيز هذه الدكتوراه الفخرية؟ فقط لأن الجزائر دفعت الكثير من الأموال وبسخاء كبير لهذه الجامعة، وهي تصرف كثيرا على مثل هاته الأنشطة التي لها مردود رمزي كبير، أي صرف الرأسمال المادي من أجل الرأسمال الرمزي عكس ما يفعله الكثيرون، الذين يبحثون عن رأسمال رمزي بجهد جهيد وقد يتحول إلى رأسمال مادي.
فعبد العزيز يستحق فعلا دكتوراه فخرية في حقوق الإنسان، مثله مثل هتلر الذي دمر أوروبا والعالم، ومثله مثل صدام حسين الذي قتل الشعب بالقنابل العنقودية ومثله مثل شارون صاحب مذبحة قانا، وغيره من الجلادين الذين دفعوا الأموال للحصول على هذه الدكتوراه.
فعبد العزيز الذي حصل على هذه الدكتوراه تسبب في مأساة آلاف المواطنين الصحراويين الذين يعانون من الاحتجاز ويموتون جوعا ويتيهون في الصحراء دون مستقبل وحتى دون حاضر.
كما أن سجل المنظمة التي يترأسها مليء بالقمع والقتل والسحل وغيرها من أنواع التعذيب، بالإضافة إلى اعتبار البوليساريو منظمة إرهابية من طرف العديد من الدول، وهي منظمة تتاجر في البشر وتمارس النخاسة والدعارة المنظمة. ومع ذلك وضدا على الأعراف العلمية يتم منح عبد العزيز دكتوراه فخرية.