احتضنت مدينة فاس، ليلة السبت، حفل تسليم الشاعر والمفكر الإماراتي مانع سعيد العتيبة، المستشار الخاص لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، شهادة الدكتوراه الفخرية بدرجة أستاذ محاضر من جامعة "تور فرغاتا" Tor Vergata التي توجد في العاصمة الإيطالية روما. وسبق تنظيم حفل تتويج العتيبة بهذه الشهادة الفخرية، التي سلمها له رئيس جامعة "تور فرغاتا" البروفيسور "جيوزيبي نوفيللي"، تنظيم ندوة مشتركة بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس والجامعة الإيطالية المذكورة حول البحث العلمي الجامعي، تخللها توقيع اتفاقية تعاون بين المؤسستين الجامعيتين. وتميز حفل تسليم الدكتور مانع سعيد العتيبة شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإيطالية، والذي احتضنه أحد فنادق مدينة مدينة فاس، بحضور، فضلا عن أفراد من عائلة العتيبة، شخصيات أكاديمية مغربية وإماراتية وإيطالية أثنت في شهاداتها في حق المحتفى به على المسار الفكري والسياسي والاقتصادي لهذه الشخصية الإماراتية البارزة. وفي كلمته بالمناسبة، عبر مانع سعيد العتيبة عن فخره بتسلم شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة "تور فرغاتا" بمدينة فاس، مؤكدا أن "البلدين الشقيقين، الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، حريصان جدا على الحوار بين الثقافات والحضارات المختلفة، وعلى حل المشاكل الإقليمية والعالمية بالطرق السلمية". وأضاف مانع سعيد العتيبة متحدثا بهذه المناسبة: "هناك حدث مهم في الدولتين الشقيقتين، فقداسة البابا زار الإمارات وبعدها بأيام قليلة زار المملكة السعيدة، ووجد العالم محبة قداسة البابا في هذه البلدان العربية الإسلامية الشقيقة، فديننا الإسلامي الحنيف يدعو إلى التفاهم والتحابب.. وهذا التنوع الثقافي والحضاري هو حكمة من الله سبحانه وتعالى". إلى ذلك، تميزت الندوة المشتركة بين جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس والجامعة الإيطالية "تور فرغاتا" بمداخلة افتتاحية للدكتور رضوان المرابط، رئيس جامعة فاس، في موضوع "البحث العلمي والابتكار في المغرب وفي جامعة سيدي محمد بن عبد الله"، تلتها مداخلة للبروفيسور "جيوزيبي نوفيللي"، رئيس جامعة "تور فرغاتا" بروما، في موضوع "البحث العلمي الأكاديمي في ايطاليا: آفاق وتطلعات - خصوصيات و صعوبات". وبينما تناول في فعاليات هذه الندوة الدكتور سمير بوزويتة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس بفاس، موضوع "البعثات المغربية الطلابية إلى إيطاليا خلال القرن التاسع عشر"، تدخل، خلالها، البروفسور "ماسيمو بابا"، أستاذ قانون الدول الإسلامية بجامعة "تور فيرغاتا" في موضوع "البحث العلمي الجامعي: العولمة والتعاون الدولي بين الجامعات"، والدكتور محمد بوزلافة، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، في موضوع "البحث العلمي في مجال القانون والقضاء بين الواقع والممكن". يذكر أن الدكتور مانع سعيد العتيبة، فضلا عن منحه شهادات الدكتوراه الفخرية من عدد من جامعات العالم تقديراً لعطاءاته الأدبية والفكرية والاقتصادية، سبق له نيل شهادة الدكتورة في الأدب العربي من جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس سنة 2000 عن أطروحة بعنوان "خطاب العروبة في الشعر العربي"، وقبلها كان قد حصل سنة 1976 على درجة الدكتوراه من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وكان موضوع رسالته "البترول واقتصاديات الإمارات العربية المتحدة". يذكر أنه إلى جانب تقلده مهام سياسية واقتصادية متعددة بدولة الإمارات العربية المتحدة، فالدكتور مانع سعيد العتيبة معروف في الأوساط الفكرية كواحد من أبرز رواد الشعر العربي الحديث، إذ ساهم في إثراء المكتبة الشعرية العربية بحوالي خمسين مجموعة شعرية، تم توزيع نسخ منها على الحضور في حفل تتويجه بالدكتوراه الفخرية الإيطالية في فاس. هذا، وتخلل هذا الحفل تسليم إدريس الأزمي الإدريسي، عمدة مدينة فاس، مفتاح مدينة فاس للدكتور مانع سعيد العتيبة، الذي أهدى بالمناسبة قصيدة شعرية للمدينة، ضمنها أصدق مشاعر حبه لها، وذلك في نظم شعري أثار إعجاب الحضور.