مُنح الشاعر والمفكر الدكتور مانع سعيد العتيبة (المستشار الخاص لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة) دكتوراه فخرية بدرجة “أستاذ محاضر” من طرف جامعة “تورفيرغاتا” TorVergata الإيطالية. وجرى الحفل بحضور العديد من الشخصيات الذي احتضنته مدينة فاس، من بينها أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية عبد الجليل الحجمري، ورئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس رضوان المرابط، ورئيس جامعة القرويين أمال جلال، والقائم بالأعمال بالإنابة لسفارة دولة الإمارات في الرباط سعيد مهير الكتبي، وعمداء الكليات بفاس وشخصيات ثقافية وأكاديمية من داخل المغرب وخارجه. وبعدما أشرف رئيس جامعة “تورفيرغاتا” جيوسيبينوفيلي على ارتداء الدكتور مانع سعيد العتيبة اللباس الرسمي لهذه الجامعة ومنحه شهادة الدكتوراه الفخرية، توالت الكلمات التي عددت مناقب المحتفى به وإسهاماته في مجالات الفكر والثقافة والإبداع والاقتصاد وغيرها. وهكذا، أبرز رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله دواعي اختيار مدينة فاس لاحتضان حفل تسليم الدكتوراه الفخرية للدكتور العتيبة من طرف جامعة روما، مشيرا إلى أن السبب الأول يتمثل في كون المكرّم يعدّ أحد خريجي جامعة فاس، إذ حصل سنة 2000 على دكتوراه الدولة في الأدب العربي بميزة حسن جدا في موضوع “خطاب العروبة في الشعر العربي” من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس. أما السبب الثاني فيتجلى في كون العتيبة صديق كبير للمغرب، وحظي منذ سنوات عديدة بتقدير الملك الراحل الحسن الثاني فمنحه عضوية أكاديمية المملكة المغربية. كما سبق لجامعتي القاضي عياض بمراكش وسيدي محمد بن عبد الله بفاس أن أقامتا، سنة 2009، حفل تكريم له تحت عنوان “الفكر العروبي المعاصر وأسئلة الإبداع في كتابات الدكتور مانع سعيد العتيبة”. وتوقف رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله عند محطات بارزة من مسيرة المحتفى به، لافتا الانتباه إلى القدرة الفريدة لدى العتيبة على الجمع بين العمل الدبلوماسي والنشاط الأكاديمي والاهتمام الإبداعي والإسهامات الاقتصادية. وتحدث عن القيم والأبعاد التي تتمحور حولها الإسهامات الفكرية والإبداعية للدكتور العتيبة، والمتمثلة في العروبة والعولمة وحوار الحضارات والتسامح ودور الشباب في التنمية المستدامة وقضايا الطفولة. من جهته، خصص أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية كلمته للتذكير بعطاءات مانع سعيد العتيبة الغزيرة في مجالات الفكر والإبداع والاقتصاد والتي أهلته للحصول على جوائز تقديرية وشهادات دكتوراه فخرية من العديد من بلدان العالم، لما قدمه من خدمات جليلة لوطنه وللأمة العربية وللمجتمع الدولي. ووصف المحتفى به بكونه علما من أعلام الأمة ومنارة متوهجة لحضور القيم التي بدأت تخبو نتيجة صراعات لا مبرر له. كما لفت الانتباه إلى أن سيرة العتيبة حافلة بالأعمال الخيرية الإنسانية وبالمقاربات الاقتصادية والإبداعات الحبلى بالقيم النبيلة من سلام وتعاون وتسامح… وختم الحجمري كلمته بالقول إن مانع سعيد العتيبة جمع بين روحانية الشرق وحداثة الغرب. وبدوره، أكد رئيس جامعة القرويين أن مانع سعيد العتيبة تمكن من نظم القصائد في مختلف الموضوعات والأغراض التي صاغها في قالب شعري بديع، إذ تجاوزت دواوينه المائة ديوان. وأفاد أن علاقته بمدينة فاس تعود إلى أكثر من ثلاثين سنة، حيث كرمته جمعية فاس سايس، باعتباره شاعرا متميزا، وأكاديميا محنكا، ومساهما في مجالات البر والإحسان، وداعيا إلى قيم التسامح وفضيلة الحوار بين الحضارات. وأشار الباحث الأكاديمي عبد الحق عزوزي إلى أن عطاءات الدكتور مانع سعيد العتيبة مكنته من الحصول من العديد من الجوائز العالمية من بينها جائزة البحر الأبيض المتوسط التي سلمتها له المؤسسة المتوسطية بروما، مرتين. كما أشار إلى وجود رواق دائم باسم المحتفى به في مدينة نابولي الإيطالية، يعد قبلة للزوار من عشاق الفكر والإبداع. وأعرب عزوزي عن أمله في إصدار كتب تضم سيرة العتيبة وذكرياته، من شأنها أن تشكل قدوة ودرسا للأجيال الصاعدة. وهو ما أجاب عنه الأستاذ خليل عيلبوني (مدير مكتب الدكتور مانع سعيد العتيبة) بالقول إن مذكرات صاحب رواية “كريمة” ستصدر عام 2020 في 33 مجلدا. الجدير بالذكر أن الحفل تضمن تسلّم الدكتور العتيبة درعا تذكاريا من يد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كما أهداه عمدة فاس مفتاح المدينة، وقدّم له رئيس جامعة القرويين هدية بالمناسبة، وألقيت في حقه كلمة من طرف الشاعرة والباحثة الدكتورة لويزا بولبرس، علاوة على كلمة الشيخ موزة (ابنة الدكتور مانع سعيد العتيبة).