دعا إعلان طنجة الصادر عن منتدى "ميدايز" الحادي عشر، الذي اختتم مساء السبت، إلى التزام جماعي إضافي يؤطر المفاوضات والتقارب بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) وجعل الانضمام إلى هذا التكتل الاقتصادي قضية وطنية. وأشار الإعلان الصادر عن أشغال المنتدى، المنظم من طرف معهد "أماديوس"، إلى أن هناك ضرورة لاستحضار مكتسبات الطرفين خلال مفاوضات الانضمام، خاصة تلك الناتجة عن الاتفاقيات مع الشركاء الخارجيين، خصوصاً مع الاتحاد الأوروبي. وأوضح إعلان طنجة أن انضمام المغرب، الذي يتوفر على الوضع المتقدم مع الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يسمح لبلدان "سيدياو" بتقريب اتفاقياتها مع هذا الاتحاد، مؤكداً أن الانضمام إلى "سيدياو" يعد "مرحلة مهمة في مسلسل الاندماج الإفريقي للمغرب، الذي يتعين أن يكون قضية وطنية، تنخرط فيها جميع مكونات المجتمع المدني المغربي". وأوصى المشاركون في المنتدى بوضع استراتيجية إقليمية جنوب – جنوب للتكوين المهني لفائدة ساكنة المنطقة، وفق مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار مهن القرب، وتطور الصناعة والتكنولوجيات الحديثة بالبلدان الإفريقية، وإحداث صندوق إقليمي لدعم المقاولات الصغيرة والمتوسطة بغرب إفريقيا. أما بخصوص التعاون في حوض المتوسط، فقد أشاد إعلان طنجة بمبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإعادة إطلاق الحوار المتوسطي بهدف الارتقاء بالرهانات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والسياسية بالمنطقة. ودعا الإعلان أوروبا إلى أن تصبح فاعلاً استراتيجياً في السلم والأمن بحوض المتوسط، لضمان توازن القوى مع أحادية الإدارة الأمريكية الحالية. كما دعا الإعلان الدول إلى المصادقة على الاتفاقية الدولية للأمم المتحدة حول حماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، وتنظيم مؤتمر دولي حول فلسطين، وأن يضمن الاتحاد الأوروبي والبلدان الأعضاء الدائمين في الأممالمتحدة اتفاقاً للسلام، إلى جانب توجيه وسائل التعاون الضرورية للاتحاد الأوروبي مع بلدان المتوسط إلى الشباب والتربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي. وبخصوص علاقات الصين والقارة السمراء، شدد إعلان طنجة على ضرورة "ابتكار شراكة مفيدة مع هذا البلد الصاعد، وإعادة التفكير في تنويع الشركاء الاقتصاديين في إطار مقاربة خلاقة، لكي تندمج القارة في السلسلة الدولية لإحداث الثروات الاقتصادية". واتفق المشاركون في منتدى "ميدايز" على أن القارة الإفريقية في حاجة إلى استقبال مزيد من المصانع بدعم من المستثمرين الصينيين لتقوية عرضها التصديري للمنتجات النهائية أو نصف النهائية نحو البلدان المتقدمة والأسواق الصاعدة، وأن تكون أكثر تطلباً في علاقاتها مع الصين، حيث تكون الاستثمارات الصينية بالقارة أكثر تناغماً مع نموذجها واستراتيجيتها للتنمية. وعلى مستوى التحديات التكنولوجية ومؤهلاتها وتأثيرها على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية، دعا منتدى "ميدايز" إلى وضع استراتيجية لحماية البيانات الشخصية بالقارة الإفريقية من خلال سن سياسة طوعية لتطوير مركز للبيانات بالقارة، وتأقلم قطاع التعليم والتكوين مع نماذج التعلم الرقمية ورهاناتها الاجتماعية، ووضع سياسات للتعليم الرقمي. كما دعا إعلان طنجة إلى الاهتمام بالقيم الإنسانية الكونية والأخلاقية والفكرية والمهنية وتلقينها، وتنمية روح النقد والاستقلالية الفردية. وناشد الدول الإفريقية بضمان المساواة في الولوج إلى التعليم والتكوين المهني بين الجنسين، ودعم مشاركة المرأة في دوائر القرار والعمل المدني والأنشطة الاقتصادية. وكانت الدورة الحادية عشرة لمنتدى "ميدايز"، التي احتضنتها طنجة ما بين 7 و10 نونبر، قد انكبت على موضوع "في عصر القطيعة.. بناء نماذج جديدة" بمشاركة 150 شخصية رفيعة المستوى تدارست ضمن ورشات وندوات عدة الرهانات الإقليمية والعالمية الكبرى في سياق يتميز بتحول النماذج وتطورها، ودراسة مظاهر القطيعة والتغيرات العديدة التي تعتمل في الساحة الدولية.