ما يزال طلب انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا يثير النقاش بين السياسيين الأفارقة؛ فقد كان هذا الأمر موضوع ورشة عمل نظمت في إطار منتدى ميدايز بطنجة اليوم الأربعاء، حضرها وزراء ومسؤولون وسياسيون وجامعيون من المملكة وبلدان القارة الإفريقية. وتُعقد الدورة الحادي عشرة من منتدى ميدايز بمدينة طنجة إلى غاية السبت 10 نونبر الجاري، وتنظم من طرف معهد "أماديوس"، وتناقش مواضيع عدة، من بينها "المغرب وإفريقيا" و"العلاقات الصينية الإفريقية" و"التعاون بين دول المتوسط"، بحضور رؤساء دول وحكومات ومسؤولين وسياسيين وممثلين عن منظمات الدولية. وقال ابراهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد أماديوس، في افتتاح الورشة، إن "الاهتمام بموضوع انضمام المغرب إلى سيدياو انطلق منذ إعلانه من طرف المملكة قبل 18 شهراً"، مشيراً إلى أن "المعهد واكب هذا الطلب بتنظيمه لعدد مهم من الندوات مع الفرقاء الأفارقة في السينغال وكوت ديفوار وغانا خلال السنة الجارية" وأضاف الفهري أن انضمام المغرب إلى مجموعة "سيدياو" "مشروع جماعي وطموح يندرج ضمن رؤية استراتيجية أطلقها الملك محمد السادس، وانضمام المغرب فعلي وحقيقة، لأنه أول مستثمر إفريقي؛ فالمجموعة والمقاولات المغربية حاضرة بقوة في مختلف دول سيدياو". وزاد الفهري قائلاً: "صحيح أن المغرب أصبح اليوم قوة اقتصادية في القارة الإفريقية، لكن لا يجب التخوف من انضمامه إلى مجموعة سيدياو، لأن البلاد تسعى إلى شراكات رابح-رابح بقيادة الملك محمد السادس الذي أكد في خطاب سابق أنه يتعين على إفريقيا أن تثق في إفريقيا". وأوضح أن مناقشة المنتدى لهذا الموضوع تهدف إلى تسهيل مأمورية المفاوضات المستقبلية للمسؤولين المغاربة ونظرائهم حول الانضمام الفعلي إلى "سيدياو"؛ وذلك بعد الموافقة المبدئية التي عبرت عنها الدول ال15 للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا بعدما تقدمت المملكة بطلب رسمي. وكان أبرز الحاضرين في هذه الورش بوني يايي، الرئيس السابق لدولة البنين، الذي اعتبر أن انضمام المغرب إلى مجموعة "سيدياو" سيكون بمثابة دفعة قوية، وقال: "العالم يتغير، ويجب أن نضع ذلك في الحسبان، وبصفتي رئيسا سابقاً أرى أننا سنكون أقوياء معاً لنصل إلى مستوى الاتحاد الأوروبي". وأضاف يايي أن موضوع طلب انضمام المغرب ليس مهمشاً داخل المجموعة، مشيراً في هذا الصدد إلى تشكيل لجنة تضم رؤساء دول لبحث تأثيرات هذا الانضمام على مختلف الجوانب، في أفق الحسم نهائياً من طرف الهيئات التنفيذية للمجموعة الاقتصادية. من جهته، قال مصطفى سيسي لو، رئيس برلمان مجموعة "سيدياو"، إن "المجموعة الاقتصادية، رغم التقدم الذي حققته منذ تأسيسها، ما زالت تواجه تحديات كبيرة وهوامش هامة لتحقيق التنمية"، وأضاف: "طموحنا هو بناء تكتل إقليمي مندمج يتوفر فيه السكان على مهارات وقدرات مناسبة، وبالتالي الانتقال من سيدياو خاص بالدول إلى سيدياو المواطنين". وأضاف سيسي لو، في كلمته ضمن الورشة، أن المغرب "بلد كبير، وهو قوة سياسية واقتصادية إقليمية، وقد عبرنا في برلمان سيدياو عن ترحيبنا بانضمامه إلى المجموعة الاقتصادية، ونؤكد التزامنا للعمل مع المملكة من أجل دفع أي مبادرة تهدف إلى خلق تكتل إقليمي قوي وناجح". واعتبر رئيس برلمان سيدياو أن "مسار الاندماج الإقليمي يتطلب خلق منطقة تجارة حرة واتحاداً جمركياً وسوقاً مشتركاً واتحاداً نقدياً واقتصادياً، إضافة إلى ضمان حرية تنقل الأشخاص، وقد حققت سيدياو عدداً من الإنجازات في السنوات الأخيرة، خصوصاً في ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي؛ ما جعلها أكثر التكتلات الاقتصادية نجاحاً في القارة". يذكر أن الدورة الحالية من منتدى ميدايز ستعرف حضور حوالي 150 متدخلاً رفيع المستوى، ضمنهم رؤساء دول وحكومات ووزراء وقادة سياسيون، وحاصلون على جائزة نوبل، وقادة الأعمال، وقادة منظمات دولية، وستعرف حضور حوالي 3500 مشارك من 70 دولة عبر العالم.