قرر البطل العالمي والأولمبي هشام الكروج أن الوقت الأنسب ليحقق حلمه بالجري ضمن سباق للماراثون وإتمامه هو سنة 2008، وبدأ تحقيق هذا الحلم، الذي طالما راوده بعد أن اعتزل المضامير العالمية في مايو أيار 2005، بالمشاركة في سباق "فقط من أجل المتعة" الذي نظم صباح الأسبوع الماضي بمدينة نيس جنوبفرنسا. "" هشام الكروج، الذي أنهى مساره المتميز في مجال ألعاب القوى بميداليتين ذهبيتين أولمبيتين أحرزهما في دورة أثينا الأولمبية لصيف 2004، انتعل حذاءه الرياضي مجددا، وركض إلى جانب أزيد من 4 آلاف متسابق جاؤوا يستمتعون بمجاورة بطل كبير، حتى إنه سمع بعضهم يقول همسا:"على الأقل سأستطيع أن أقول إنني تفوقت على الكروج يوما واحدا في حياتي". ولم يكن السباق سهلا بالنسبة إلى البطل العالمي والأولمبي السابق، والدليل أنه أنهاه في مركز متأخر، ومتخلفا عن المتسابق الفائز بالمركز الأول بحوالي 8 دقائق، وقال مفسرا إنه جرى مثل مبتدئ، موضحا أنه كان سعيدا جدا بذلك، لأنه على الأقل استطاع أن يعيش إحساسا لم يكن يمكنه أن يعيشه من قبل وهو يدخل السباقات متنافسا وبرغبة التفوق لا غير. البطل السابق سيجري مجددا في سباق بالبرتغال، ربما يكون نصف ماراثون لشبونة الذي يعتبر سباقا أساسيا بالنسبة إلى الكثير من الماراثونيين العالميين للإعداد إما لماراثون لندن أو روتردام. وفي كل الأحوال فقد حدد الماراثون الذي يريد أن يشارك فيه ويحقق به حلمه، وقال في هذا الصدد إن الأمر يتعلق إما بماراثون برلين أو نيويورك. وكان هشام الكروج صرح بحلمه حالما اعتزل المضمار، وقال أكثر من مرة إنه ما زال يجري ثلاث مرات في الأسبوع، وأن جريه حاليا لا علاقة له بجريه في وقت سابق، إذ صار يجري من أجل الحفاظ في آن على علاقته برفيق العمر وعلى جسده النحيف، بعد أن كان يركض ليقلص الزمن وينتصر على نفسه قبل أن ينتصر على منافسيه. تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، ذائعة الصيت، صنفت هشام الكروج قبل أيام ضمن أفضل خمسين عداء تركوا بصماتهم في تاريخ الألعاب الأولمبية، وبررت اليومية البريطانية اختيارها للكروج باعتباره سيد المسافات نصف المتوسطة، ولأنه تمكن من الفوز بميداليتين ذهبيتين أولمبيتين في دورة واحدة، ليكون بذلك العداء الوحيد الذي حقق هذا الإنجاز بعد الفينلندي بافو نورمي في أولمبياد 1920.