حذرت مصادر مسؤولة عاملة في قطاع البيئة من خطر انفجار جيوب غاز الميثان، وغازات أخرى قابلة للاشتعال، بمطرح النفايات مديونة في مدينة الدارالبيضاء. ويشعر مسؤولو مجلس مدينة الدارالبيضاء بالعجز التام أمام هذا المستجد الخطير في ملف مطرح النفايات بمديونة، بعد أن ظهرت مؤشرات سلبية أخرى تقرع جرس الإنذار بسبب المخاطر التي أصبحت تشكلها جبال النفايات المتراكمة على مساحة 80 هكتارا. المعطيات المتوفرة من عين المكان تؤكد أن علو جبال النفايات بمطرح مديونة تجاوز خلال الشهر الماضي 50 مترا، وهو مؤشر استدعى من المهتمين بالبيئة دق ناقوس الخطر في ظل ورود احتمال انهيار هذه الأكوام المتراكمة من الأزبال، واحتمال تصاعد كميات كبيرة من غاز الميثان. الخبراء البيئيون الذين اتصلت بهم هسبريس يؤكدون أن علو هذه الجبال انتقل في ظرف أربعة أشهر من 45 إلى 50 مترا، مع وجود احتمال تزايد الحرائق وسط المطرح بسبب التسربات المتواصلة لغاز الميثان، الذي تسبب اشتعاله طوال شهر شتنبر في انتشار سحب أدخنة حرائق نفايات مديونة من المعاريف إلى سيدي حجاج مرورا بعين السبع وسيدي عثمان والحي المحمدي والحي الحسني. المصادر التي تحدثت إليها هسبريس أكدت أن الأمطار الكثيفة التي تهاطلت على مطرح مديونة رفعت من نسبة احتمال انهيار جبال النفايات، لكنها عجزت عن تحديد الحل الأمثل لتجاوز هذا الخطر. وقرر مجلس جماعة مدينة الدارالبيضاء إغلاق أكبر مطرح للنفايات بالمغرب، الواقع بمنطقة مديونة بضواحي العاصمة الاقتصادية للمملكة، لكن المسؤولين أكدوا أنهم سيواصلون العمل بتقنية الطمر، في انتظار وضع دفتر تحملات جديد يساعد على تحديد التقنية التي ستعتمدها مدينة الدارالبيضاء في معالجة نفاياتها وتحويلها إلى مصدر مدر للأموال، على اعتبار أن النفايات المنزلية أضحت ثروة حقيقية تتهافت الشركات العالمية على استغلالها. جاء هذا القرار بعد أن دق المسؤولون المشرفون على البيئة ناقوس الخطر تجاه الاستمرار في استغلال هذا المطرح المخصص للنفايات الصلبة وتأثيره السلبي على المحيط الطبيعي. ويحتوي مطرح نفايات مديونة على بحيرات كبيرة من "الليغزيفيا" (عصير النفايات) الملوث للبيئة وللفرشة المائية بمديونة وأولاد طالب وجزء كبير من مساحة الدارالبيضاء، والممتد على مساحة تصل إلى 70 هكتارا.