يسابق مسؤولو مجلس جماعة مدينة الدارالبيضاء الزمن من أجل الانتهاء من وضع دفتر تحملات جديد خاص بالشركات التي ستتقدم لطلب عروض دولي لإنشاء وحدة صناعية لحرق ومعالجة النفايات بمنطقة مديونة. وتنكب مصالح مجلسي المدينة وجهة الدارالبيضاءسطات، ووزارتا الداخلية والبيئة، على وضع اللمسات الأخيرة لمشروع دفتر التحملات، قبل عرضه للمصادقة في الأسابيع القليلة القادمة. وفي انتظار الانتهاء من إعداد دفتر التحملات الجديد، الذي سيتم بمقتضاه تحديد معايير انتقاء الشركة الفائزة بالصفقة، يستعد المسؤولون لفتح مطرح جديد تبلغ مساحته 11 هكتارا، بمحاذاة المطرح الحالي بمديونة، حسب ما أكده محمد حدادي، نائب رئيس جماعة الدارالبيضاء المكلف بالإشراف على قطاع النظافة، في تصريح لهسبريس. وأضاف حدادي في التصريح ذاته أن "المطرح الجديد سيساهم في حل إشكالية جمع وطمر نفايات الدارالبيضاء، في انتظار إنجاز مشروع المطرح الجديد الذي سيقام على مساحة 24 هكتارا". وقرر مجلس جماعة مدينة الدارالبيضاء إغلاق أكبر مطرح للنفايات بالمغرب، الواقع بمنطقة مديونة، بحلول شهر أبريل المقبل، لكن المسؤولين أكدوا أنهم سيواصلون العمل بتقنية الطمر في انتظار وضع دفتر تحملات جديد يساعد على تحديد التقنية التي سيتم اعتمادها في معالجة النفايات وتحويلها إلى مصدر مدر للأموال. وأوضح مسؤولو المجلس أن اتخاذ هذه الخطوة يأتي على اعتبار أن النفايات المنزلية أضحت ثروة حقيقية تتهافت الشركات العالمية على استغلالها. وجاء هذا القرار بعد أن دق المسؤولون المشرفون على البيئة ناقوس الخطر تجاه الاستمرار في استغلال هذا المطرح المخصص للنفايات الصلبة، وتأثيره السلبي على المحيط الطبيعي. وشكل مطرح نفايات مديونة بحيرات كبيرة من "رشاحة النفايات" (lixiviat) الملوثة للبيئة وللفرشة المائية بمديونة وأولاد طالب وجزء كبير من مساحة الدارالبيضاء، وهو يمتد على مساحة تصل إلى 70 هكتارا. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن الأرض التي أقيم فوقها مطرح مديونة سنة 1986 كانت عبارة عن مقالع للأحجار؛ إذ جرت العادة باستغلال مثل هذه المقالع الحجرية لطمر النفايات، وهو يستقبل يوميا أربعة آلاف طن من النفايات، أي ما يقارب مليونا و500 ألف طن سنويا.