قرر مجلس جماعة مدينة الدارالبيضاء إغلاق أكبر مطرح للنفايات بالمغرب، الواقع بمنطقة مديونة بضواحي العاصمة الاقتصادية للمملكة، بحلول شهر أبريل المقبل. جاء هذا القرار بعد أن دق المسؤولون المشرفون على البيئة ناقوس الخطر تجاه الاستمرار في استغلال هذا المطرح المخصص للنفايات الصلبة وتأثيره السلبي على المحيط الطبيعي. وأكد محمد حدادي، نائب رئيس جماعة الدارالبيضاء المكلف بالإشراف على قطاع النظافة، أن قرار إغلاق مطرح مديونة نهائيٌّ وسيتم فتح مطرح آخر جديد بجواره. وشدد المسؤول الجماعي نفسه على أن الفضاء الجديد يمتد على مساحة 35 هكتارا، هو عبارة عن أرض في ملكية مجلس المدينة، حيث سيشتغل بالتقنيات المتجاوزة بيئيا. وأوضح حدادي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه ستتم مواصلة العمل بالتقنية المعمول بها في الوقت الراهن بمطرح مديونة. المتحدث فصّل قائلا: "سنواصل العمل بتقنية الطمر، في انتظار وضع دفتر تحملات جديد يساعد على تحديد التقنية التي ستعتمدها مدينة الدارالبيضاء في معالجة نفاياتها وتحويلها إلى مصدر مدر للأموال، على اعتبار أن النفايات المنزلية أضحت ثروة حقيقية تتهافت الشركات العالمية على استغلالها". وذكر نائب رئيس جماعة الدارالبيضاء المكلف بالإشراف على قطاع النظافة أنه "لم يقع الاختيار على أي تقنية من التقنيات المعمول بها على الصعيد العالمي، وسيتم اختيار التقنية التي ستلائم طبيعة نفايات أكبر حاضرة في المدينة". مطرح نفايات مديونة، الذي يحتوي على بحيرات كبيرة من "عصير النفايات" الملوث للبيئة وللفرشة المائية بمديونة وأولاد طالب وجزء كبير من مساحة الدارالبيضاء، يمتد على مساحة تصل إلى 70 هكتارا. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن الأرض التي أقيم فوقها مطرح مديونة كانت عبارة عن مقالع للأحجار، واستغلت سنة 1986 كمطرح للنفايات، إذ جرت العادة باستغلال مثل هذه المقالع الحجرية لطمر النفايات، وهو يستقبل يوميا أربعة آلاف طن من النفايات، أي ما يقارب مليون و500 ألف طن سنويا.