شرع مسؤولو مدينة الدارالبيضاء في البحث عن حلول تكنولوجية من أجل الشروع في العمل بنظام متطور لعلاج النفايات المنزلية، حيث انخرطوا في إجراء اتصالات مباشرة مع العديد من المجموعات الإيطالية والنمساوية والإسبانية المختصة من أجل إقامة وحدة لمعالجة وتحويل النفايات المنزلية إلى أسمدة طبيعية لاستعمالها في القطاع الفلاحي، وإنتاج جزء من حاجيات العاصمة الاقتصادية من الطاقة الكهربائية، وتجنيب المدينة أزمة نفايات قادمة في الأفق، وفق تعبير مسؤولين في مجلس المدينة. ويأتي هذا الخيار بعد تأكد المسؤولين من استحالة الحصول على مساحات عقارية فارغة إضافية في منطقة المجاطية لإقامة مطرح للنفايات يعتمد تقنية الطمر التقليدية. وقال عبد الصمد الحيكر، النائب الأول لرئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، إن تلك التقنية التقليدية في معالجة النفايات المنزلية (الطمر) أضحت متجاوزة، ولم يعد بالإمكان الاعتماد عليها بسبب عوامل بيئية وأخرى تتعلق بندرة العقار الذي بإمكانه استقبال نفايات المدينة، مع اقتراب إغلاق مطرح مديونة، الذي تحوّل إلى كارثة بيئية وفق تعبير المسؤول نفسه. أوضح الحيكر، في تصريح لهسبريس، أن مجلس المدينة لم يقتن سوى 35 هكتارا من مجموع المساحة الإجمالية المطلوبة لإنجاز المطرح الجديد البالغة 80 هكتارا بسبب ندرة العقار من جهة بمنطقة المجاطية ولاعتبارات بيئية، مشيرا إلى أن إنشاء وحدة لمعالجة النفايات أضحى هو الحل الوحيد الذي بإمكانه تجنيب المدينة الدخول في أي أزمة نفايات محتملة في المستقبل القريب. وتأتي هذه التحركات في الوقت الذي صادق فيه مجلس مدينة الدارالبيضاء على تمديد عملية تدبير مطرح النفايات القديم بمديونة في الدارالبيضاء لمدة 6 أشهر، في انتظار إيجاد صيغة مغايرة لإنشاء مطرح جديد. وجاء هذا القرار خلال دورة استثنائية خصصها المجلس للمصادقة على الملحق الثامن الخاص بعقد التدبير المفوض لإنجاز واستغلال مطرح مراقب وإعادة تأهيل المطرح الحالي بمديونة، الذي ينص على تمديد عملية تدبير المطرح القديم، في أفق إنجاز المطرح الجديد بمنطقة المجاطية. وأفاد الحيكر، في التصريح نفسه لهسبريس، أن الفترة الإضافية الجديدة سينتهزها كل من المجلس والشركة المشرفة على المطرح من أجل بحث حلول بديلة تتماشى مع المعطيات الجديدة التي أبانت عدم إمكانية توفير وعاء عقاري يمتد على مساحة 80 هكتارا للاستمرار في نفس تقنية الطمر المضرة بالبيئة. واعتبر النائب المنتمي إلى فريق مستشاري حزب العدالة والتنمية داخل مجلس الدارالبيضاء أن مطرح النفايات بمديونة، الذي يعد مرفقا مهما بالنسبة إلى مدينة الدارالبيضاء، تعتريه إشكالات كثيرة؛ وهو ما دفع جميع الفرقاء إلى الاتفاق لكي تتم عملية التمديد، علاوة على تنظيم لقاء دراسي قريبا تعرض فيه جميع المعطيات المتعلقة بهذا المطرح، والذي يشكل فرصة بالنسبة إلى المستشارين للتقدم بمقترحات لتطوير هذا المرفق الحيوي.