من المنتظر، أن تشرع مدينة الدارالبيضاء في تهييء العقار المخصص لمطرح نفايات مديونة الجديد، قبل نهاية الشهر الجاري. المطرح القديم ورغم انتهاء مدة صلاحيته منذ 2010، فإنه سيواصل استقبال النفايات حتى سنة 2017، علما أن هذا المشروع، كان من المفروض أن يخرج إلى الوجود قبل ست سنوات، لكنه شهد تأخرا كبيرا، وذلك بسبب عراقيل عدة صاحبت عملية اقتناء البقع الأرضية المخصصة لهذا المطرح. عبد العزيز العماري رئيس المجلس الجماعي لمدينة الدارالبيضاء، كان توصل خلال شهر ماي الماضي بمراسلة من الموثق، تفيد أن عملية بيع عقار القطعة الأرضية، المراد تخصيصها لتصبح مطرحا عموميا جديدا، تمت بسلام مع مالك الأرض، بصفقة مالية تقدر ب44 مليون درهم، حيث استطاع مجلس العاصمة الاقتصادية، اقتناء بقعتين أرضيتين بالقرب من المطرح المذكور لحل أزمة النفايات. وقد استطاعت الجماعة، أن تقتني 35 هكتارا من الأرض المحاذية للمطرح القديم ب125 درهم للمتر المربع، علما أن ثمن البيع المعمول به في المنطقة، هو 500 درهم للمتر المربع، ولكن وبوجود المطرح في المنطقة، فالثمن انخفض بالنسبة للأراضي المحاذية إلى 300 درهم للمتر المربع. مطرح نفايات مديونة يعود لسنة 1986، يوجد في جماعة المجاطية أولاد الطالب مديونة، كان عبارة عن مقالع للأحجار، استغلت لطمر النفايات، دون التفكير في ما ستتسبب فيه هذه النفايات في ما بعد من مخاطر بيئية على المنطقة الفلاحية، وعلى الدواوير المجاورة للمطرح، التي أصبحت الآن عبارة عن تجمعات سكنية، كدوار لحلايبية، ودوار الحفاري، ودوار لعوينات، التي كانت في السابق، تستفيد من مياه الآبار التي طمرت، عندما تسربت المياه الملوثة من المطرح للفرشة المائية، وأضحت غير صالحة للشرب. واستهدف البرتوكول الموقع سنة 2008 لمدة 18 سنة، إنشاء مطرح جديد للنفايات حسب المعايير العلمية والتقنية المعمول بها عالميا، يحترم جميع الضوابط البيئية والصحية، لكن عملية تسيير المطرح تعثرت 6 سنوات، وينتظر السكان أن تكون 12 سنة المتبقية فرصة لتحويل المطرح القديم لمساحات خضراء، بعد أن يعالج بطريقة علمية لمحاربة الآثار السلبية الموجودة به. الدارالبيضاء تعتبر أكبر منتج للنفايات وطنيا، بحوالي 3600 طن يوميا، أي ما يعادل 1,2 مليون طن سنويا، تشكل فرصة للعمل، ولتنمية الاقتصاد الأخضر وقد قدرت وزارة البيئة قيمتها بحوالي 90 مليار سنتيم، يمكن تحويلها إلى مصدر عمل لدعم الأشخاص، الذين يقومون بجمع النفايات (ما بين 5 و10 آلاف شخص)، في حال تحويل جمع النفايات إلى قطاع مهيكل. وتقدر رحلات شاحنات النظافة نحو مطرح مديونة، الذي يشتغل ليل نهار، ب1000 رحلة يوميا، فيما المساحة المتبقية فيه لاستقبال النفايات، لا تتجاوز 20 هكتارا، وهي مساحة غير كافية، بعد أن تمت معالجة وتهييء 30 هكتارا الخاصة بالواجهة الأمامية للمزبلة المقابلة للطريق الرئيسية، التي تم تشجيرها، ومدها بشبكات لامتصاص المياه المتدفقة عن النفايات، التي كانت تغطي الطريق، وتتسبب في تلويث المياه الجوفية.