يقف مسؤولو مجلس جماعة مدينة الدارالبيضاء، الذي يقوده حزب العدالة والتنمية، عاجزا لوقف الأضرار البيئية للحرائق المتوالية والمسجلة في مطرح النفايات بمديونة، الذي تسببت حرائقه والروائح الكريهة الناتجة عنه في استياء عارم داخل أوساط ساكنة مناطق مديونة وسيدي عثمان وعين الشق والمعاريف وجزء من منطقة الحي الحسني. وقال محمد حدادي، نائب رئيس جماعة الدارالبيضاء المكلف بالإشراف على قطاع النظافة، إن الحرائق الذاتية هي السبب وراء انتشار الروائح والأدخنة المنبعثة من مطرح مديونة. وأوضح حدادي، في تصريح لهسبريس، أن "ارتفاع الحرارة، خلال الأيام الأخيرة، تسبب بشكل مباشر في اندلاع الحرائق الذاتية وسط المطرح، بسبب انتشار الغاز البيولوجي وسط النفايات، وهذا ما تسبب في انتشار الروائح والأدخنة إلى مناطق بعيدة عن مطرح مديونة بمدينة الدارالبيضاء". وقرر مجلس جماعة مدينة الدارالبيضاء إغلاق أكبر مطرح للنفايات بالمغرب، الواقع بمنطقة مديونة بضواحي العاصمة الاقتصادية للمملكة، بحلول شهر أبريل المقبل؛ لكن المسؤولين أكدوا أنهم سيواصلون العمل بتقنية الطمر، في انتظار وضع دفتر تحملات جديد يساعد على تحديد التقنية التي ستعتمدها مدينة الدارالبيضاء في معالجة نفاياتها وتحويلها إلى مصدر مدر للأموال، على اعتبار أن النفايات المنزلية أضحت ثروة حقيقية تتهافت الشركات العالمية على استغلالها. جاء هذا القرار بعد أن دق المسؤولون المشرفون على البيئة ناقوس الخطر تجاه الاستمرار في استغلال هذا المطرح المخصص للنفايات الصلبة وتأثيره السلبي على المحيط الطبيعي. ويحتوي مطرح نفايات مديونة على بحيرات كبيرة من "عصير النفايات" الملوث للبيئة وللفرشة المائية بمديونة وأولاد طالب وجزء كبير من مساحة الدارالبيضاء، وهو يمتد على مساحة تصل إلى 70 هكتارا. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن الأرض التي أقيم فوقها مطرح مديونة كانت عبارة عن مقالع للأحجار، واستغلت سنة 1986 كمطرح للنفايات، إذ جرت العادة باستغلال مثل هذه المقالع الحجرية لطمر النفايات، وهو يستقبل يوميا أربعة آلاف طن من النفايات، أي ما يقارب مليونا و500 ألف طن سنويا.