لم تتوقف الحرائق المتوالية في مطرح النفايات بمديونة بالدارالبيضاء، متسببة في انتشار أدخنة وروائح كريهة في دائرة يبلغ محيطها 9 كيلومترات، وهو ما دفع مجموعة من التجمعات السكنية إلى مراسلة المسؤولين قصد رفع الأضرار التي تسببت فيها منذ أزيد من تسعة أشهر. وقال مسؤولون من مجلس المدينة إنهم كانوا يعتقدون في البداية أن النيران المندلعة في أكبر مطرح عمومي للنفايات بالمملكة المغربية تعود إلى اشتعال الغاز المتولد من الكميات الكبيرة للنفايات المتراكمة بالمكان، قبل أن يتبين لهم العكس. وأوضحت المصادر من مجلس المدينة، في تصريح لهسبريس، أن مجموعات مجهولة تقوم بإضرام النيران عمدا في مطرح مديونة، وتتسبب بشكل مباشر في تلويث أجواء الدارالبيضاء، خاصة بمناطق المدينة الخضراء ببوسكورة وعين الشق وسباتة والوازيس، وجزء مهم من منطقة المعاريف. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هذه المجموعات تقوم بحرق بقايا عجلات السيارات والأسلاك الكهربائية للحصول على مواد معدنية أولية، غير عابئة بالأضرار البيئية والصحية التي تتسبب فيها لساكنة العاصمة الاقتصادية. من جهته، أوضح محمد حدادي، نائب رئيس جماعة الدارالبيضاء المكلف بالإشراف على قطاع النظافة، أنه يجري حاليا التحقق من الأسباب والجهات التي تقف وراء هذه الآفة، التي ألحقت أضرارا بيئية وصحية بجزء مهم من ساكنة الدارالبيضاء، وسيتم التعامل معها بالجدية المطلوبة من طرف كافة المتدخلين المعنيين بمطرح مديونة. وكان مسؤولو مدينة الدارالبيضاء أكدوا في وقت سابق من هذه السنة أن "ارتفاع الحرارة خلال الأيام الأخيرة تسبب بشكل مباشر في اندلاع الحرائق الذاتية وسط المطرح، بسبب انتشار الغاز البيولوجي وسط النفايات، وهو ما تسبب في انتشار الروائح والأدخنة ووصولها إلى مناطق بعيدة عن مطرح مديونة بمدينة الدارالبيضاء".