في الصورة السجين الراحل (قاسم المعطي ) الذي وضع حدا لحياته قبل أشهر والمدان بسنة ونصف حبسا نافذة، قضى منها 4 أشهر فقط "" لقي السجين ( عبد النبي . ر ) أول أمس الثلاثاء حتفه بجناح 4 في سجن عكاشة بالدارالبيضاء في زاوية أحد الممرات التي تستعمل لتشديد العقوبة يطلق عليها اسم ( الثلاجة ) نظرا لشدة برودتها و تعرضها لمُختلف مجاري التيارات الهوائية . وحدث شجار بين السجين الراحل ( عبد النبي . ر 22 سنة ) وبين أحد زملائه بحي الأحداث جناح 8 قام على إثره رئيس المعقل بنقله إلى جناح 4 الخاص بعتاة المجرمين أصحاب السوابق الخطيرة و لما رفض السجين ( عبد النبي . ر) الدخول نظرا لخطورة العناصر المتواجدة بهذا الحي و اعتداءهم على صغار السن ، انهال عليه الموظفون بالضرب و الركل وتم ربطه بالأصفاد ثم رمي به في الجناح " الثلاجة" ، لتفاجأ إدارة السجن بوفاته في صباح اليوم التالي . وذكر بيان لمجموعة من المعتقلين بسجن عكاشة أن الإدارة شعرت بتورطها في وفاة السجين ( عبد النبي . ر) ، فلاأخير كان يقضي قبل رحيله مدة عقوبته بحي الأحداث ( جناح 8 ، الطابق السفلي ، الغرفة رقم 9 ) و يمنع وجوده قانونيا بالجناح المرحل إليه كما أنه كان مربوطا بالأصفاد مع الشباك الحديدي في وضع يستحيل معه الإقدام على الانتحار ، فكان لا بد من إيجاد حل للتملص من مسؤولية الإدارة ،ليتم إخراج ( عبد النبي . ر) من الجناح "الثلاجة" و تعليقه بأحد الممرات و ادعت الإدارة أن ( عبد النبي . ر) انتحر في الصباح بعد خروجه من إحدى الغرف التي قضى بها ليلته مع العلم أن هذه الفترة تعرف حركة دؤوبة للموظفين و السجناء المتوجهين إلى المحكمة. ويعرف سجن عكاشة الشهير بمدينة الدارالبيضاء "ظروفا " معيشية " صعبة ومزرية تجعل الكثير من النزلاء يفكرون في وضع حد لحياتهم مفضلين الانتحار على تحمل الإهانات المتكررة من طرف المسؤولين كما هو الشأن بالنسبة للمعتقل الراحل قاسم المعطي (الصورة) والمدان بسنة ونصف سجنا نافدا ، قضى منها أربعة أشهر كانت كافية لاقتناعه بضرورة وضع حد لحياته في ظل الأوضاع المهينة التي كان يعيشها في زنزانة انفرادية لا تتوفر على الإنارة والماء ولا على أبسط مقومات الحياة . وتوفي خلال السنة الماضية 2007 بسجن عكاشة 13 سجينا ، وحدثت أربع وفيات بسبب الانتحار ، وثلاث وفيات بسبب الشجار ، والوفيات المتبقية بسبب الإهمال الطبي وعدم الإسعاف . ووصل نزلاء 59 سجنا في المغرب إلى 55 ألف و600 سجين، 1700 منهم دخلوا السجن خلال الشهرين الأخيرين، فيما تبلغ عدد النساء به حوالي 140 امرأة، من بينهم حوامل. ويعد الاكتظاظ السمة الغالبة لمختلف المؤسسات السجنية المغربية ، التي تستقبل ضعف طاقتها الاستيعابية، فيما يشكو بعض النزلاء، خصوصا المعتقلين الإسلاميين على خلفية الانتماء إلى "تيار السلفية الجهادية"، من العنف وسوء التغذية، ما أدى إلى تسجيل عشرات الوفيات.