افتتح خالد الصمدي، كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، مركز تكوين وتأهيل الأساتذة بقلب شارع محمد الخامس بالدارالبيضاء، الذي سيسهر على تكوين الأساتذة للتدريس بمختلف المستويات التربوية، من التعليم الأولي إلى التعليم الثانوي. وقال الصمدي، بمناسبة افتتاح المركز (مؤسسة خاصة) مساء الثلاثاء، إن "هناك خصاصا كبيرا على مستوى التكوين، حيث سنكون بحاجة إلى 200 ألف أستاذ في أفق 2030، بمعدل 15 ألفا كل سنة". وأوضح الوزير أن المؤسسات الجامعية لا يمكنها لوحدها أن تغطي عملية التأطير، مضيفا "لذلك انفتحنا على الشركات والجامعات الدولية والقطاع الخاص". ودعا الجامعات بمختلف مؤسساتها وكذا المؤسسات إلى فتح تكوينات في هذا الجانب. وأوضح كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، الذي كان مرفوقا بعمدة الدارالبيضاء، أن المستثمرين يجب أن يأخذوا المبادرة من أجل فتح مؤسسات للتكوين "شريطة توفر الشروط المحددة لدفتر التحملات بالنسبة إلى جودة التكوين". واعتبر الصمدي، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذا المجال واعد. ودعا "الشباب إلى ولوج هذا الميدان، لأن به خصاصا كبيرا، وبه فرص شغل كبيرة جدا"، مضيفا أن "أي شخص اختار هذا السلك سيجد فرصا هائلة للشغل في مختلف مهن التربية والتكوين، وليس فقط التدريس". وأوضح أن التعليم الأولي به خصاص يقدر ب 70 ألف مربٍّ ومربية، "لذلك فالقطاع التربوي واعد على مستوى سوق الشغل، ونتمنى أن تستثمر مختلف المؤسسات في القطاع، وأن يسلك الطلبة هذا المنحى"، يضيف الصمدي. من جهته، أوضح مدير المركز، عبد الرحمان الحلو، أن "قطاع التعليم الخصوصي يعرف خصاصا كبيرا في الأساتذة المكونين، ذلك أن غالبية الموجودين به دخلوا دون تكوين تربوي، وإنما يخضعون لتكوينات في عين المكان". وأضاف أنه بات من الواجب فرض توفر الحد الأدنى من التكوين التربوي على كل أستاذ سيدرس في التعليم الخصوصي، وأن يتم تطبيق القوانين الجاري بها العمل، على اعتبار أن هناك مليون تلميذ يدرسون بهذا القطاع. بدوره، أوضح المدير العام للمركز أن التعليم الخصوصي بحاجة ماسة إلى الأساتذة المكونين، مشيرا إلى أن المدارس الخصوصية تبحث عن مدير جيد فلا تعثر عليه. وأكد الخبير في التعليم والتكوين أن التعليم بات اليوم مهنة مطلوبة ولها ظروف اجتماعية مغرية جدا، سواء من حيث الأجرة أو من حيث وتيرة العمل المناسبة وغيرها، مضيفا أن القطاع أضحى جذابا ومغريا. ويقدم مركز تكوين وتأهيل الأساتذة تكوينات إشهادية وتأهيلية خاصة بمهن التدريس والتأطير والإدارة التربوية بالمدارس والمؤسسات الخاصة. ولا تقتصر عروض التكوين على تكوينات نظرية محضة، بل تتعدى ذلك إلى تمكين المستفيدين من معارف ومهارات تساعد على تطوير ممارستهم اليومية للفعل التعليمي التربوي.