"الفوسفاط وحفرناه، وشي خير ما شفناه"، و"واك واك مكوانة، ولوسيبّي عرّانا"، و"علاش جينا واحتجينا، الكرامة اللي بغينا"، و"اليوم قبل غدا، والإدماج ولا بدا"، و"شوف أ ربي شوف، شوف العبد أش داير في خوه"، و"يا عامل يا مسؤول، التدخل التدخل"، شعارات من بين أخرى عديدة رفعها عمّالُ وساطةٍ فوسفاطيون خلال مشاركتهم في وقفة احتجاجية، أمام الإدارة المحلية للمجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة. وعن أسباب الاحتجاج، أوضح حمزة جديد، الكاتب الجهوي بالتفويض للنقابة الوطنية لعمال الوساطة الفوسفاطيين "CDT"، أن عمال الوساطة قرروا تنظيم وقفة إنذارية من أجل المطالبة أولا بتوسيع عملية إدماج هذه الفئة التي عانت لسنوات طويلة ويلات الإقصاء والتهميش والتجويع رفقة عائلاتها. وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن "الغاضبين يطالبون بفتح حوار جاد ومسؤول من شأنه تجاوز الاحتقان الذي تعيشه الشغيلة الفوسفاطية المنتجة، ويودّون من خلال شكلهم الاحتجاجي تذكير إدارة الفوسفاط بأن شركات الفساد الرّيع المُشرعَن تخلق احتقانا واحتجاجا بشكل أو بآخر، نتيجة تصرفاتها غير المسؤولة والمستفزة للعاملات والعمال داخل الأوراش". يُشار إلى أن الشكل الاحتجاجي جاء تفعيلا لمضامين بيان صادر عن المجلس الجهوي للنقابة الوطنية لعمال الوساطة الفوسفاطيين بجهة خريبكة، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تشير من خلاله إلى "الأوضاع المهنية والاجتماعية المتدنية التي يعيشها العمال، وتفاقمها نتيجة هجوم سماسرة اليد العاملة على كرامة الشغيلة، وضرب حقهم في العيش الكريم عرض الحائط من جهة، ومن جهة أخرى تمادي إدارة المجمع الشريف للفوسفاط في نهج سياسة التهميش والإقصاء في حقهم". وطالب التنظيم النقابي، حسب البيان ذاته، "الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط بالتدخل العاجل لإنصاف عمال الوساطة الفوسفاطيين، والتعاطي الإيجابي مع قضيتهم من خلال وضع حد لنزيف الحقوق والتجويع والإقصاء الذي دام لسنوات، وتوسيع عملية الإدماج"، منبّها في الوقت ذاته "الإدارة إلى أنه أصبح من الضروري تبني مقاربة إيجابية في التعامل مع المطالب المشروعة لشغيلة الوساطة، والإسراع في فتح حوار مسؤول من شأنه معالجة المشاكل وتحقيق مطالب الشغيلة التي تعيش على فوهة بركان". وندّد البيان النقابي ب"الموقف غير المفهوم في ملف الموقوفين الإثني عشر رغم الوعود بإرجاعهم إلى عملهم وطنيا ومحليا"؛ كما حذّر "من الوضع الاجتماعي المقلق والمنذر بالانفجار نتيجة تراجع إدارة المجمع عن تحمل مسؤوليتها الاجتماعية، وانحسار دورها في تفويت المهن الأساسية في إطار صفقات لشركات لا ترقى إلى مستوى المؤسسة ورهاناتها الإقليمية والدولية، بل تساهم بشكل كبير في نزيف مالي مشرعن واستغلال بشع لشغيلة الوساطة والاغتناء على حساب معاناتها الاجتماعية وظروفها المهنية المضطربة، متلاعبة بقوت مئات العائلات". واستنكرت النقابة "توفير الحماية لأصحاب الشكارة من طرف بعض مسؤولي المجمع، في مؤامرة واضحة على حقوق وكرامة الشغيلة وفسح المجال أمام شركات شبه مفلسة بمسؤولين عديمي الضمير والمسؤولية للتلاعب بمصالح العمال"، مؤكّدا في سياق الاحتجاج على "استعداد العمال المستمر للانخراط في جميع الأشكال النضالية تعبيرا عن رفضهم التام لسياسة غض الطرف وصم الآذان التي تنهجها إدارة المجمع الشريف للفوسفاط في حقهم، رغم مزاولتهم لمهام دائمة وأساسية ذات خصوصية مهنية متعلقة بالعملية الإنتاجية".