نفذ أزيد من أربع مئة محتج من عمال الوساطة الفوسفاطيين رفقة عائلاتهم وأبنائهم القادمين من مدينة خريبكة، إضرابا عن العمل مرفوقا باعتصام لمدة 48 ساعة أمام الإدارة العامة للمجمع الشريف للفوسفاط بالدارالبيضاء، حيث قضوا ليلتهم عند بوابة الإدارة أمام إنزال أمني مكثف، وذلك في غياب تام لأي حوار بين المحتجين والمسؤولين المركزيين بإدارة المجمع طيلة فترة الاعتصام. ويأتي هذا الشكل الاحتجاجي استجابة لمضامين البيان الذي أصدرته أخيرا نقابة عمال الوساطة الفوسفاطيين المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وذلك للمطالبة ب"إرجاع كافة الموقوفين لأماكن عملهم وفي مقدمتهم الكاتب العام و 11 عاملا ضحايا الاعتقال التعسفي دون قيد أو شرط، وإعادة عمال البستنة إلى أماكنهم بالمصالح الاجتماعية بخريبكة"، وفق بيان النقابة. وعرف صباح اليوم الأول من الاعتصام توافد العاملات والعمال رفقة عائلاتهم إلى الإدارة العامة للمجمع الشريف للفوسفاط، حيث تم تنفيذ صيغ احتجاجية متنوعة على شكل وقفات وسلسلة بشرية ومسيرة عمالية حاشدة، فيما عرف اليوم الثاني وصول وفود نقابية أخرى للتضامن مع عمال الوساطة الفوسفاطيين، حيث قدِم بعضهم من مدينة الدارالبيضاء كعمال الموانئ، وآخرون من آسفي، ابن جرير، وادي زم، أبي الجعد، خريبكة. وألقى بعض المساندين كلمات تضامنية بالمناسبة، وفي مقدمتهم الكاتب العام للجامعة الوطنية لعمال الفوسفاط، وممثل الاتحاد الجهوي لنقابات خريبكة، وآخر عن الاتحاد المحلي لنقابات وادي زم وأبي الجعد، إضافة إلى كلمة الكاتب العام لنقابة عمال الوساطة الفوسفاطيين الذي أكد على استمرار العمال في النضال حتى تستجيب إدارة المجمع الشريف للفوسفاط لمطالبهم التي يعتبرها العمال "عادلة ومشروعة". الكاتب العام لنقابة عمال الوساطة الفوسفاطيين، وفي تصريحه لهسبريس، أكد أن العمال مستمرون في نضالهم، ومتشبتون بمطالبهم وحقهم في الترسيم، ورافضون لسياسة الإقصاء التي تنهجها إدارة الفوسفاط في حقهم أمام الصمت السلطات الإقليمية، حيث طالب ذات المتحدث اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالالتزام بالوعود التي قدمتها للعمال ضحايا الاعتقال التعسفي، كما طالب إدارة الفوسفاط بتوسيع عملية الإدماج على باقي عمال الوساطة أسوة بمن تم إدماجهم من عمال سميسي ريجي وعمال الوساطة لدى شركة النقل الجهوي SOTREG.