أصدر الاتحاد المحلي لنقابات خريبكة، التابع للمركزية النقابية الاتحاد المغربي للشغل، في أعقاب التدخل القمعي العنيف في حق عمال سيمسي – ريجي، أحد فروع المجمع الشريف للفسفاط، والذي خلف عدة إصابات في صفوف العمال وعائلاتهم والمواطنين المتضامنين معهم، وأدى إلى اعتقال نحو 15 عاملا ومواطنا وعلى رأسهم الكاتب العام لنقابة سميسي ريجي، قدموا مساء الجمعة الماضي إلى القضاء، بيانا سجل فيه استنكاره لهذه الهجمة الشرسة، تنديده بالانحياز السافر للسلطات الإقليمية، إلى جانب إدارة المجمع الشريف للفوسفاط، وداعيا إلى إطلاق سراح العمال والمواطنين المعتقلين يوم 22 أبريل 2010، وإنصاف عمال سميسي - ريجي الموقوفين عن العمل. ونظرا لأهمية البيان ننشر هنا نصه كاملا: منذ توقيف أزيد من 800 عاملا، تابعين لشركة سميسي ريجي أحد فروع المجمع الشريف للفوسفاط، في الصيف الماضي من طرف إدارة المجمع، لا لسبب سوى أنهم أسسوا مكتبا نقابيا تابعا للاتحاد المغربي للشغل للمطالبة بحقوقهم، أصبح من المعتاد تعرض التحركات النضالية لنقابتهم للمنع والقمع والحصار إلا ما ندر، وقد كانت أيام 15 شتنبر 2009 و23 و25 مارس 2010 وفاتح أبريل 2010 محطات سوداء تعرض فيها العمال للتنكيل والقمع، مما خلف عشرات الجرحى والمصابين ضمنهم 5 حالات كسر واعتقالات ومحاكمات توجت بالبراءة.. لكن يبقى يوم 22 أبريل 2010 يوما حالك السواد بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالعمال الذين تعرضوا هم وعائلاتهم للتجويع ظلما وعدوانا لمدة 10 أشهر، ولم يتلقوا الإنصاف من أي كان سواء إدارة المجمع الشريف للفوسفاط أو وزارة الطاقة والمعادن أو الوزارة الأولى، ولم يجدوا أمامهم إلا مناورات وقمع السلطة بخريبكة التي للأسف الشديد ظلت دوما منحازة لإدارة الفوسفاط. وهكذا، وأمام انسداد أبواب الأمل أمامهم فيما يخص إيجاد حل منصف لمشكلهم، قرروا تنفيذ اعتصامات بمعمل تنشيف الفوسفاط ببني يدير قرب قرية حطان المنجمية، لعل صوتهم يصل للمسؤولين، لكن القوات العمومية (درك، قوات مساعدة..) والسلطات حالت دون ذلك وشرعت في الاعتداء عليهم بحضور عائلاتهم ومئات المواطنين من قرية حطان الذين أتوا لمؤازرتهم، مما جعل الأمور تتطور إلى أحداث مأساوية، استعملت فيها القوات العمومية إضافة إلى الهراوات القنابل المسيلة للدموع، وأعيرة نارية أطلقت في الهواء، وتمت مطاردة العمال والمواطنين في كل الاتجاهات. وأسفرت العملية عن وقوع جرحى واعتقالات في صفوف العمال والمواطنين، قدم منهم 15 فردا ضمنهم الكاتب العام لنقابة سميسي ريجي إلى الوكيل العام ظهيرة يوم 23 أبريل 2010. هذا، ورغم قوة القمع فالعمال وعائلاتهم ومعهم مواطنون، قاموا باعتصام مفتوح أمام قرية حطان، للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين وإنصاف العمال. إننا في الاتحاد المحلي لنقابات خريبكة، التابع الاتحاد المغربي للشغل: 1 نحمل مسؤولية ما وقع من أحداث يوم 22 أبريل 2010، بالدرجة الأولى لإدارة المجمع الشريف للفوسفاط لتجويعها العمال وعائلاتهم ورفضها الاستجابة لمطالبهم، وكذا للسلطات الإقليمية بخريبكة لانحيازها الدائم إلى جانب إدارة الفوسفاط، وللجهات المسؤولة وخاصة وزارة الطاقة والمعادن والوزارة الأولى. 2 ندين بقوة كل أشكال القمع والمنع المسلط على العمال منذ بداية مسيرتهم النضالية، مطالبين بإطلاق سراح العمال والمواطنين المعتقلين وعلى رأسهم كاتب نقابة عمال سميسي ريجي. 3 نحيي عاليا مؤازرة مجموعة من المحامين من خريبكة للعمال أمام الوكيل العام. 4 نحيي عاليا صمود العمال وعائلاتهم وكل المتضامنين معهم. 5 نطالب الجهات المسؤولة وعلى رأسها الرئيس المدير العام للفوسفاط بالاستجابة الفورية لمطالب العمال بإرجاعهم إلى عملهم وإدماجهم وترسيمهم في إطار المجمع. 6 ندعو كل الهيئات السياسية والنقابية والحقوقية والجمعوية والمدنية بالداخل والخارج، إلى الضغط من أجل إطلاق سراح المعتقلين وإنصاف العمال، كما تدعو المحامين في كل المواقع إلى الدفاع عن المعتقلين.