تحولت الزنقة 39 بشارع واطو في درب غلف بالدارالبيضاء إلى مأتم كبير، بعد وفاة شاب في مقتبل العمر، ليلة الأربعاء، إثر إصابته بإحدى المفرقعات في عاشوراء. بكاء ونواح وصدمة وسط الأسرة الصغيرة للشاب الهالك. أما أبناء الحي المذكور، فلم يستطيعوا الحديث عن الواقعة، مكتفين بالإعراب عن تذمرهم مما جرى. الأسرة الصغيرة للشاب المكونة من شقيقه وشقيقته، لكونه يتيم الأبوين، ما زالت الصدمة بادية على محياهما ولم تقو على الحديث، خاصة أن الشاب كان يتابع دراسته بأحد معاهد الفندقة وتعول عليه لمساعدتها على ظروف العيش. بداية هذا الاحتفال، الذي تحول إلى مأتم، كانت بعد جلب العشرات من العجلات لإضرام النار فيها؛ غير أن السلطات، بالرغم من تلقيها تنبيها، لم توقف ذلك، واستمرت الاحتفالات حتى خلفت الضحية. ويروي أبناء الحي، في حديثهم لجريدة هسبريس الإلكترونية، مع تحفظهم عن الحديث بوجه مكشوف للكاميرا، أن الشاب المذكور كان حينها يحاول تصوير "الشعالة"؛ غير أن مفرقعة نارية أطلقها أحدهم اخترقت عنقه. وحسب ما أكده هؤلاء، فإن هذه المفرقعة لم يعرف مصدرها، ولا الشخص الذي أطلقها، مشددين على أن الحادث يبقى عرضيا ولا نية باستهدافه، على اعتبار أنه كان شابا طيبا معروفا بحسن أخلاقه وسط الحي. واتهمت عدد من النساء اللواتي تحدثن للجريدة دور السلطات المحلية والأمنية في وقف استعمال هذه المتفجرات، التي تشكل خطرا على صحة وحياة الأطفال والشباب. واعتبرت عدد منهن أن المصالح الأمنية والسلطات المحلية مسؤولة عن ترويجها والسماح باستعمالها وبشكل علني، مطالبين بضرورة التدخل الحازم لوقف تداولها. ودخلت العناصر الأمنية التابعة للشرطة القضائية بمنطقة أمن أنفا على الخط، حيث جرى فتح بحث قضائي لتحديد ظروف وملابسات وفاة الشاب المعروف بكونه من مشجعي نادي الرجاء البيضاوي. وحسب بلاغ صادر عن ولاية أمن الدارالبيضاء، فإنها تمكنت من إيقاف شخص من ذوي السوابق القضائية، يشتبه في تورطه في استعمال المفرقعة التي تسببت في هذه الواقعة، حيث جرى وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، بينما جرى إيداع جثة الهالك بمستودع الأموات رهن التشريح الطبي. وانتشرت بمواقع التواصل الاجتماعي صور الشاب المسمى وليد، إلى جانب فيديو يوثق لحظة سقوطه مدرجا في الدماء إثر إصابته بهذا النوع من المفرقعات. وتعرف الدارالبيضاء ترويجا واضحا للمفرقعات دون تدخل السلطات لوقفها، ذلك أن درب عمر وسط المدينة يشهد بيعها بشكل علني بينما المصالح المختصة لا تحرك ساكنا، بالرغم من سن الحكومة قانونا خاصا بالمفرقعات والشهب الاصطناعية.